برنامج جودة الحياة: ركيزة أساسية لتحقيق رؤية السعودية 2030

 

برنامج جودة الحياة هو أحد المبادرات الطموحة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية ضمن برامج تحقيق رؤية السعودية 2030، ويهدف إلى تحسين نوعية الحياة في المملكة من خلال تعزيز مستوى المعيشة وتوفير بيئة متكاملة تلبي احتياجات الأفراد والعائلات، سواء من المواطنين أو المقيمين أو الزوار. تم الإعلان عن البرنامج رسمياًَ في 17 شعبان 1439 هـ، الموافق 3 مايو 2018، ليكون بداية لمرحلة جديدة تركز على رفع جودة الحياة بمفهومها الشامل.

 

 

أهداف برنامج جودة الحياة

يسعى البرنامج إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تستند إلى تطوير الجوانب الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية، بما يسهم في توفير تجربة متكاملة تعزز مشاركة الأفراد في أنشطة متنوعة. ومن أبرز هذه الأهداف:

  • تعزيز الأنشطة الرياضية في المجتمع: من خلال تطوير البنية التحتية الرياضية وتشجيع الأفراد على ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة: عبر دعم المواهب المحلية وتعزيز الإنتاج الثقافي الذي يعكس الهوية السعودية.
  • تنويع فرص الترفيه: لضمان توفير خيارات ترفيهية تلبي تطلعات كافة فئات المجتمع.
  • تطوير قطاع السياحة: عبر تحسين الخدمات السياحية واستقطاب الزوار من داخل المملكة وخارجها.
  • تحقيق التميز في الرياضات الإقليمية والدولية: بالتركيز على دعم المواهب الرياضية واستضافة الفعاليات الكبرى.
  • تحسين الظروف المعيشية للوافدين: لضمان بيئة معيشية مريحة ومتطورة.
  • المحافظة على التراث الوطني: من خلال التعريف بالتراث السعودي وإبرازه على المستويين المحلي والدولي.
  • تحسين المشهد الحضري: بتطوير المدن السعودية لتكون أكثر جاذبية وتنظيماً.

الإنفاق والاستثمارات

تبلغ قيمة الإنفاق الإجمالي في القطاعات ذات الصلة ببرنامج جودة الحياة حتى عام 2020 حوالي 130 مليار ريال. وقد توزعت هذه الاستثمارات على النحو التالي:

  • 74.5 مليار ريال استثمارات مباشرة منها 50.9 مليار ريال مخصصة للنفقات الحكومية الرأسمالية.
  • 23.7 مليار ريال استثمارات متاحة للقطاع الخاص كما يحرص البرنامج على إشراك القطاع الخاص في تطوير المبادرات.

إضافة إلى ذلك، هناك مشروعات كبرى ذات صلة مثل مشروع القدية، ومشروع البحر الأحمر، وبوابة الدرعية، ومشروع جدة التاريخية، ومشروعات الهيئة الملكية لمحافظة العلا. وقد تجاوز إجمالي الاستثمارات المرتبطة بهذه المشاريع 86 مليار ريال، مما يعكس حجم الطموح الذي يحمله البرنامج.

محاور تحسين جودة الحياة

ينقسم برنامج جودة الحياة إلى محورين رئيسيين يركزان على تحسين مختلف الجوانب التي تؤثر على نوعية الحياة في المملكة:

تطوير أنماط الحياة

يهدف هذا المحور إلى تعزيز مشاركة الأفراد في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية، بما يسهم في بناء مجتمع نابض بالحياة. يتم تحقيق ذلك من خلال:

  • إقامة فعاليات ثقافية ورياضية متنوعة.
  • توفير فرص أكبر للمشاركة المجتمعية.
  • دعم المواهب المحلية وتنمية قدراتها.

تحسين البنية التحتية

يشمل هذا المحور تحسين الخدمات العامة والنقل والإسكان، إضافة إلى تطوير التصميم الحضري. كما يتضمن:

  • تعزيز البنية التحتية للنقل العام.
  • توفير مساكن عصرية تلبي احتياجات السكان.
  • تحسين البيئة العامة وتطوير المساحات الخضراء.

المستهدفات الرئيسية

يسعى البرنامج إلى تحقيق مجموعة من المستهدفات الطموحة التي تعكس تطلعات المملكة ورؤية قيادتها، ومن أبرز هذه المستهدفات:

  • تصنيف ثلاث مدن سعودية ضمن قائمة أفضل 100 مدينة للعيش في العالم.
  • توفير أكثر من 143,000 وظيفة في القطاع الثقافي.
  • إنشاء 600 منطقة ترفيهية جديدة في المملكة.

مركز جودة الحياة

يعد مركز جودة الحياة الجهة المسؤولة عن إدارة وتنفيذ مبادرات البرنامج. أُسس المركز في ديسمبر 2018 ويقع مقره في العاصمة الرياض. يرتبط المركز تنظيمياً بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وهو حلقة وصل بين مختلف الجهات لتحقيق أهداف البرنامج.

مهام المركز

  • وضع المبادرات والمقترحات التي تعزز جودة الحياة.
  • تهيئة البيئة الداعمة لمشاركة الأفراد في الأنشطة الثقافية والترفيهية.
  • إنشاء معاهد ومراكز تدريب بالتنسيق مع الجهات المعنية.
  • دعم الجهات الحكومية لتطوير المرافق العامة.

إنجازات القطاعات المرتبطة بالبرنامج

القطاع السياحي

شهدت المملكة نمو ملحوظ في القطاع السياحي، حيث تم تسجيل 17.6 مليون زيارة سياحية في الربع الثالث من عام 2021، متجاوزة المستهدف بتحقيق 8 ملايين زيارة بنسبة 220%.

القطاع الرياضي

حقق القطاع الرياضي تطور بارز في 2021، ومن أبرز الإنجازات:

  • إطلاق إستراتيجية دعم الاتحادات الرياضية.
  • تدشين برامج مثل تطوير رياضي النخبة وبرنامج فخر المخصص للألعاب البارالمبية.
  • استضافة فعاليات عالمية مثل رالي دكار الدولي وفورمولا 1.

القطاع الثقافي

حقق القطاع الثقافي إنجازات تفوق التوقعات، ومنها:

  • إصدار 7,956 كتاب، متجاوز المستهدف البالغ 3,200 كتاب.
  • تنظيم 1,091 يوم من الفعاليات الثقافية.
  • تخريج 20,625 طالب دراسات عليا في التخصصات الثقافية.

 تحسين المشهد الحضري

تم تحقيق قيمة فعلية مقدارها 5.5 أمتار مربعة لكل فرد في مؤشر نصيب الفرد من الساحات والأماكن العامة، متجاوز المستهدف بنسبة 123%.

 

برنامج جودة الحياة هو مشروع وطني استراتيجي يهدف إلى تحقيق تحول نوعي في حياة الأفراد والمجتمع السعودي. من خلال تحسين البنية التحتية، وتطوير القطاعات الثقافية والرياضية والسياحية، يعزز البرنامج من مكانة المملكة، ويخلق فرص واعدة للنمو والازدهار، وإن نجاح هذا البرنامج يعكس رؤية المملكة الطموحة، والتي تسعى لتحقيق مستقبل أفضل لأبنائها والمقيمين على أراضيها، مع التركيز على بناء مجتمع متكامل نابض بالحياة.