مجالس البيوت السعودية بين أصالة الماضي وأناقة الحاضر
تتميز البيوت في المملكة العربية السعودية بتفاصيل تحاكي العادات والتقاليد العربية القديمة, حيث تتضمن أغلب المنازل مساحة مخصصة للاجتماعات العائلية أو المناسبات واستقبال الضيوف تدعى "المجلس", وهو جزء هام من ثقافة المجتمع السعودي التي تقوم على حسن الضيافة والكرم, يقوم من خلالها الرجال أو النساء باستقبال ضيوفهم أو أقربائهم وتقديم واجب الضيافة لهم ضمن أجواء عربية مميزة.
عادة ما تحتاج المجالس إلى مساحات كبيرة, لذلك من النادر أن نجدها في البيوت الصغيرة أو الشقق السكنية الحديثة ذات المساحات المحدودة, وبالرغم من أنها جزء من تقاليد وعادات قديمة, إلا أن هذا لم يمنع من إدخال بعض اللمسات الحديثة لديكورات المجلس, حيث أصبحنا نرى الآن تصاميم عصرية عديدة تتنافس شركات الديكور الداخلي على تقديمها, مع الأخذ بعين الاعتبار على إبقاء أصل و روح هذه العادات كما توارثها السعوديون.
بالنظر إلى الديكورات الجديدة للمجالس نرى أن التركيز أصبح على عدة نقاط رئيسية أهمها الألوان والإضاءة والزخارف العصرية, حيث كانت الألوان المختارة في الماضي بسيطة ومحددة, وغالباً ما كانت المفروشات تعتمد فقط على اللونين الأسود والأحمر, أما الآن فقط أصبحت الخيارات متعددة وأصبح المجال متاحاً أكثر للإبداع, كما أن الإضاءة المستخدمة حالياً تعد أكثر تطوراً وجمالية عما قبل.
تعتمد المجالس غالباً على نوعين من تصاميم الديكور أحدها يشمل مفروشات أرضية, وهو الشكل الذي كانت عليه قديماً, وآخر يضم جلسات أو مقاعد عصرية مع طاولات وتحف وثريات مميزة للإضاءة, كما أنه تم إدخال زخارف الجبس بورد إلى التصاميم الحديثة, والتي تضيف بدورها طابعاً جمالياً يميز هذه الفترة
مع تقدم الوقت وبالرغم من حداثة العمارة والديكور الداخلي التي شهدتها المملكة, إلا أنه ما زال الاهتمام واضحاً بهذا النوع من التقاليد, التي تعتبر جزء من ثقافة المجتمع السعودي, وهو الشيء الذي يسعى السعوديون إلى ترسيخه في قيم الأجيال القادمة.