تُعتبر حديقة حيوان الرياض واحدة من أبرز المعالم السياحية في العاصمة السعودية، وتمثل وجهة مثالية للعائلات والسياح الباحثين عن الاستمتاع بالحياة البرية والطبيعة في أجواء ممتعة ومليئة بالإثارة. تأسست الحديقة عام 1957 في حي الملز كحديقة خاصة للعائلة المالكة، ثم تطورت على مر السنين لتصبح اليوم واحدة من أكبر وأقدم حدائق الحيوان في المملكة. تضم الحديقة أكثر من 1500 حيوان من حوالي 196 نوع مختلف، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض.
تاريخ الحديقة: من الخصوصية إلى الانفتاح للجمهور
أنشأ الملك سعود بن عبد العزيز حديقة حيوان الرياض عام 1957 لتكون حديقة خاصة للعائلة المالكة. احتوت الحديقة في بدايتها على حيوانات أهديت للعائلة المالكة من مختلف دول العالم، وتم عرضها في أراضي قصر الناصرية في حي الناصرية بالرياض.
لكن مع تزايد اهتمام الزوار بمشاهدة الحيوانات، بدأت الحاجة إلى موقع أوسع وأكثر تنظيمًا، مما أدى إلى نقل الحديقة إلى حي الملز. في عام 1981، تقرر هدم الحديقة القديمة وإعادة تصميمها بالكامل بالتعاون مع خبراء عالميين. وبعد ست سنوات من العمل، افتتحت الحديقة بحلتها الجديدة عام 1987 لتكون مفتوحة للجمهور.
تميزت الحديقة منذ ذلك الحين بتصميمها الحديث وقدرتها على استقبال أنواع متعددة من الحيوانات من دول مختلفة مثل الولايات المتحدة، بيرو، أستراليا، وسنغافورة. وفي إطار التعاون الدولي، أرسلت الحديقة قطط الرمل النادرة إلى حديقة حيوان سينسيناتي في أوهايو كجزء من جهودها للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
التطوير وإعادة التأهيل: من التراجع إلى النجاح
في أوائل الألفية الثالثة، واجهت حديقة حيوان الرياض تحديات عديدة أدت إلى تراجع حالتها. وأشارت تقارير إعلامية عام 2007 إلى أن الحديقة كانت تعاني من سوء الإدارة، بالإضافة إلى نقص في الرعاية المقدمة للحيوانات. تسبب ذلك في انخفاض أعداد الزوار بشكل ملحوظ، مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات جذرية لإعادة إحياء الحديقة.
في عام 2008، أطلق الأمير عبد العزيز بن عياف مقرن آل سعود، أمين مدينة الرياض آنذاك، خطة شاملة لإعادة تأهيل الحديقة. تضمنت الخطة تحسين المرافق، تدريب الموظفين، وتعزيز العناية بالحيوانات. كما تم السماح بدخول العائلات، مما أعطى دفعة جديدة للحديقة لتستعيد شعبيتها.
بحلول عام 2009، شهدت الحديقة زيادة هائلة في أعداد الزوار بنسبة تجاوزت 200%، وأصبحت من أبرز الوجهات الترفيهية في العاصمة. واستمر التطوير مع الوقت ليبلغ ذروته في موسم الرياض 2022، حيث أُعيد افتتاح الحديقة تحت اسم "رياض زوو".
النسخة الجديدة من الحديقة تضمنت أكثر من 1300 حيوان موزعين على 6 مناطق محمية، كل واحدة منها تتميز بطابع مختلف. كما أضيفت فعاليات وتجارب استثنائية، مثل مشاهدة العروض الحية وإطعام الحيوانات، ما جعل التجربة أكثر تفاعلية وجاذبية للزوار
حديقة الحيوان كجزء من جمعية الأحياء المائية وحدائق الحيوان العربية
لعبت حديقة حيوان الرياض دور محوري في إنشاء جمعية حدائق الحيوان والأحواض المائية العربية (AZAA) عام 2012. ساعدت هذه الجمعية على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وتطوير معايير إدارة حدائق الحيوان في المنطقة.
كانت الجمعية ثمرة تعاون بين العديد من المنظمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الاتحاد العالمي لحدائق الحيوان والأحواض المائية. وتضمنت الدول الأعضاء الإمارات، قطر، المغرب، السعودية، الكويت، الأردن، والبحرين.
معارض الحيوانات: رحلة إلى عالم الحياة البرية
تتميز حديقة حيوان الرياض بتنوع كبير في الحيوانات التي تعرضها، مما يجعلها وجهة تعليمية وترفيهية في آن واحد. تحتوي الحديقة على أكثر من 1500 حيوان من مختلف أنحاء العالم، بدءاً من الأسود والنمور والضباع إلى الزواحف والطيور النادرة.
تُولي الحديقة اهتمام خاص بالأنواع المهددة بالانقراض مثل طائر الحبارى، نمر الصحراء العربي، والمها العربي، مما يعكس التزامها بالمحافظة على التنوع البيولوجي.
إضافة إلى ذلك، توفر الحديقة تجربة ركوب القطار، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجولة مدتها 20 دقيقة لاستكشاف الحديقة بأكملها. هذه الجولة تمنح الزوار فرصة لرؤية الحيوانات في بيئتها الطبيعية المصممة بعناية لتشبه موائلها الأصلية.
تمثل حديقة حيوان الرياض تجربة فريدة تجمع بين التعليم والترفيه في آنٍ واحد، حيث توفر للزوار فرصة لاستكشاف عالم الحيوانات بطريقة ممتعة ومثيرة. بفضل تاريخها الممتد وجهود التطوير المستمرة، أصبحت الحديقة وجهة مفضلة للعائلات والسياح، حيث يمكن للزوار التعرف على مجموعة متنوعة من الحيوانات والبيئات الطبيعية التي تعيش فيها. هذا المزج بين الترفيه والمعرفة يجعل زيارة الحديقة تجربة لا تُنسى ومناسبة للجميع.
