معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
يعد معرض الرياض الدولي للكتاب حدث ثقافي رائد على مستوى المملكة العربية السعودية، إذ يجمع بين دفتيه عشاق القراءة، المثقفين، ودور النشر من مختلف أرجاء العالم في إطار فعالية تهدف إلى تعزيز الوعي المعرفي ودعم التواصل الثقافي. المعرض، الذي يقام تحت إشراف وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة، يشكل محطة رئيسية ضمن أجندة معارض الكتب العالمية يجسد رؤية المملكة لتصبح منبراً رئيسياً لنشر الثقافة والمعرفة. لا يقتصر دور المعرض على عرض الكتب والإصدارات الحديثة، بل يتجاوز ذلك ليكون منصة للتفاعل الثقافي والمساهمة في توطيد علاقات التعاون بين المملكة ودور النشر العالمية.
أهمية المعرض ودوره الثقافي
لا يمكن إنكار دور معرض الرياض الدولي للكتاب في رفع الوعي الثقافي وتوسيع دائرة المعرفة. فمن خلال توفير منصة تسهم في إثراء الحوار الثقافي، يشجع المعرض على تعزيز ثقافة القراءة لدى الجمهور ويتيح لهم فرصة الاستمتاع بتجربة فريدة تجمع بين التعلم والاكتشاف. بفضل هذا الحدث الثقافي، يستطيع الزوار التعرف على مختلف الثقافات، تبادل الأفكار، وزيادة الوعي بأهمية القراءة كأداة للتطور الشخصي والاجتماعي. إلى جانب ذلك، يوفر المعرض مساحة للتعاون بين قطاع النشر في المملكة ونظرائه من الدول الأخرى، مما يسهم في نمو قطاع النشر ودعمه محلياً ودولياً.
تجد في المعرض الزوار من مختلف الأعمار والاهتمامات حيث يمكنهم الاستفادة من تنوع المحتوى الذي يعرضه المعرض، في مجالات مختلفة، الأدب، العلوم، التاريخ، أو الفنون. وبفضل ذلك، يشكل المعرض نقطة انطلاق لتعزيز ثقافة القراءة والاطلاع، وتوسيع دائرة المعرفة، حيث يشجع الحضور على استكشاف إصدارات جديدة وفتح نوافذ على عوالم متعددة.
رؤية المعرض وأهدافه المستقبلية
تسعى المملكة العربية السعودية من خلال تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب إلى تحقيق رؤية ثقافية طموحة، تتجلى في جعل الرياض وجهة عالمية لصناعة النشر والتبادل الثقافي. تسعى الرؤية المستقبلية للمعرض إلى تحقيق عدة أهداف تتمحور حول تعزيز الهوية الثقافية للمملكة، وزيادة الوعي الثقافي بين المواطنين، فضلاً عن تقديم المملكة كمنصة دولية قادرة على المنافسة في مجال النشر وترويج الثقافة.
من أبرز هذه الأهداف هو دعم الهوية الثقافية السعودية، حيث يشكل المعرض نافذة لعرض التراث الثقافي الغني للمملكة بجميع جوانبه المادية وغير المادية، مما يعزز من مكانتها ويكرس دورها كداعم للثقافة والتراث. كما يسعى المعرض إلى تشجيع الفكر الابتكاري ودعم المؤلفين والناشرين من خلال تقديم فرص للتعاون وتبادل الأفكار، وخلق بيئة تشجيعية تسهم في تعزيز الإنتاج الفكري والمعرفي.
الركائز الاستراتيجية للمعرض
تتمحور رؤية معرض الرياض الدولي للكتاب حول أربع ركائز رئيسية تهدف إلى بناء مستقبل ثقافي مشرق للمملكة.
أولاً، ركيزة التطوير، حيث تحرص وزارة الثقافة على وضع إطار عمل متكامل يشمل دعم المبادرات الثقافية وتشجيع المواهب الأدبية والفكرية، ويتضمن تطوير بنية تحتية ثقافية تتيح للمبدعين عرض إنجازاتهم والمساهمة في التواصل مع جهات ثقافية متعددة. من خلال هذه الركيزة، يتم العمل على تحسين القوانين والأنظمة لدعم النشاط الثقافي والتشجيع على التميز في المجال الأدبي.
أما الركيزة الثانية فهي ركيزة الرعاية، التي تركز على حفظ وصون التراث الثقافي للمملكة. وتهدف هذه الركيزة إلى المحافظة على الهوية الثقافية السعودية، والعمل على إبراز التراث الثقافي السعودي في مختلف فعاليات المعرض. من خلال عرض مختلف الأشكال الفنية والتاريخية، يسهم المعرض في تقديم التراث السعودي بصورة تعزز الارتباط الوطني وتدعم تنوعه الثقافي.
الركيزة الثالثة هي الدعم، والتي تتجلى في تقديم الوزارة للدعم المادي والمعنوي لقطاع النشر، مما يسهم في تعزيز المكتبات العامة والخاصة، وتشجيع المؤلفين والناشرين، وتنظيم ورش العمل والندوات التي تساهم في تحسين وتطوير جودة الإنتاج الثقافي. كما تتضمن هذه الركيزة تنظيم القوانين والإجراءات التي تتيح للمملكة قيادة سوق النشر العربي على مستوى عالمي.
وأخيراً، تأتي ركيزة القيادة، حيث تسعى الوزارة لتكون الدافع الأساسي نحو تعزيز النهضة الثقافية في المملكة من خلال توجيه الجهود نحو تنمية الوعي الثقافي لدى المجتمع، وخلق مجتمع يقدر الثقافة و يعززها.
تأسيس المعرض: رحلة ثقافية عالمية
معرض الرياض الدولي للكتاب هو أحد أهم المعارض الثقافية في السعودية، حيث يُعقد سنوياً بمشاركة واسعة من دول العالم. انطلقت النسخة الأولى للمعرض في عام 1437 هـ، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وشهدت مشاركة واسعة من دور نشر من مختلف الدول، وأُعتبرت النسخة الأولى نقطة انطلاق مهمة لمسيرة المعرض كحدث ثقافي دولي. ومنذ انطلاقه، نجح المعرض في جذب آلاف الزوار، حيث يعرض مجموعة كبيرة من الكتب الحديثة والمتنوعة، ويلبي اهتمامات الزوار المختلفة.
الزوار يجدون في المعرض فرصة فريدة لاستكشاف الإصدارات الحديثة، ويمثل المعرض بالنسبة لدور النشر فرصة للتعاون وتعزيز العلاقات التجارية مع نظرائها من مختلف الدول، حيث يتم تبادل الأفكار والكتب والخبرات. ولا يقتصر المعرض على الجانب الثقافي فقط، بل يسهم في دعم الاقتصاد الثقافي من خلال التعاون التجاري بين مختلف الأطراف.
نتائج المعرض وفوائده الثقافية والمعرفية
معرض الرياض الدولي للكتاب يحمل في طياته الكثير من الفوائد الثقافية والمعرفية. فهو يمثل جسراً بين الثقافات، إذ يوفر للزوار نافذة للتعرف على ثقافات وتجارب مختلفة من أنحاء العالم. كما يتيح للزوار فرصة الحصول على الكتب التي تناسب اهتماماتهم المتنوعة. ومن هنا، يعزز المعرض من تفاعل القراء مع المؤلفين، حيث تُتاح لهم الفرصة للحوار والمناقشة حول مواضيع مختلفة، مما يثري التجربة الثقافية ويشجع على فتح آفاق جديدة للمعرفة.
بجانب ذلك، يشكل المعرض منصة للقاء بين الكتّاب والقراء، حيث يتم تنظيم العديد من الندوات والحوارات الثقافية، مما يتيح للزوار التفاعل مع نخبة من المثقفين والمبدعين، ويعزز من شغفهم بالمعرفة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المعرض مساحة للزوار لاستكشاف الكتب التي قد لا تتوفر في المكتبات العادية، مما يجعله مصدراً ثرياً للتعرف على إصدارات جديدة ويشجع على التوسع في مجالات المعرفة.
شعار المعرض لعام 2024: "وجهة جديدة، وفصل جديد"
أقيم معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2024 تحت شعار "وجهة جديدة، وفصل جديد"، وهو شعار يعبر عن الطموحات التي تملكها المملكة نحو مستقبل مشرق لقطاع النشر والثقافة. يعكس الشعار التغيرات الثقافية العميقة التي تشهدها المملكة، كما يعبر عن الآفاق الجديدة التي تتطلع إليها في مجالات المعرفة والنشر. وقد وقع الاختيار على جمهورية العراق كضيف شرف لهذا العام، مما يجسد روح التعاون الثقافي العميق بين المملكة والعراق، ويبرز إسهامات العراق الغنية في مجالات الأدب والفن.
برنامج المعرض لهذا العام تضمن مجموعة من الفعاليات الثقافية المميزة، مثل الندوات، الأمسيات الأدبية، والعروض الفنية والثقافية التي قدمها عدد من المثقفين والفنانين العراقيين. من خلال هذه الفعاليات، أتيحت للزوار فرصة الاطلاع على التراث العراقي العريق، والتعرف على المساهمات الثقافية الكبيرة التي قدمها هذا البلد عبر تاريخه الطويل.
يتطلع معرض الرياض الدولي للكتاب إلى المستقبل بخطى ثابتة لتحقيق رؤية ثقافية تسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة رائدة في صناعة النشر والثقافة. إذ يعمل المعرض على تطوير برامجه وفعالياته بشكل سنوي، وتوسيع شبكة المشاركات الدولية، ليصبح حدثاً ثقافياً عالمياً.