مهرجان الرياض لموسيقى الأفلام 2025

 

تستعد العاصمة السعودية الرياض لاحتضان النسخة الثانية من مهرجان الرياض لموسيقى الأفلام بين 30 يوليو و 9 أغسطس 2025، في القاعة الحمراء بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. الحدث يكرّس نفسه كتجربة ثقافية متفردة تمزج بين المشاهدة السينمائية والاستماع الموسيقي الحي، في إطار يعزز من مكانة الرياض كمركز إقليمي وعالمي للفنون والثقافة.

المهرجان هو جزء من جهود المملكة لتنويع المشهد الترفيهي والثقافي، ويهدف إلى تقديم تجربة موسيقية فريدة لا تكتفي بعرض الأفلام، بل تعيد إحياء موسيقاها الحية أمام الجمهور، في توليفة تحاكي التقاليد العريقة لعروض السينما الموسيقية في أوروبا والولايات المتحدة.

 

 

دمج السينما بالموسيقى الحيّة

تقوم فكرة المهرجان على تقديم عروض أفلام عالمية شهيرة، يترافق معها عزف حي للموسيقى التصويرية بواسطة أوركسترا محترفة. هذا الدمج بين الصورة والموسيقى يمنح المشاهد تجربة غامرة، حيث يعيش الفيلم وكأنه يحدث أمامه فعلياً، مع تأثير مباشر للصوت الموسيقي على المشاعر.

العروض السينمائية الموسيقية الحية هي فعل ثقافي يعيد تعريف العلاقة بين الجمهور والفن السابع، ويُعطي الموسيقى التصويرية مكانتها التي تستحقها كعنصر أساسي من عناصر العمل السينمائي.

 

الأفلام المشاركة في المهرجان

تم اختيار مجموعة من الأفلام العالمية التي تجمع بين شهرتها السينمائية وغناها الموسيقي، لتكون جزء من برنامج المهرجان:

Top Gun: Maverick

تجربة سينمائية مليئة بالإثارة والحركة، يعززها الأداء الحي لموسيقاها التي تثير مشاعر الحماس والتشويق.

Pirates of the Caribbean: The Curse of the Black Pearl

مغامرة بحرية لا تكتمل إلا بسماع المقطوعات الموسيقية الشهيرة "He’s a Pirate" تنطلق مباشرة من المسرح إلى وجدان الجمهور.

Back to the Future

رحلة في الزمن تعود للحياة من جديد مع عزف مباشر لموسيقى آلان سيلفستري، التي رسخت في ذاكرة عشاق السينما.

The Lion King

موسيقى هانز زيمر الملحمية تعود من جديد في عرض حي ينقل المشاهد إلى قلب السافانا الإفريقية بروح فنية استثنائية.

اختيار هذه الأفلام لم يكن عشوائي، بل هو مدروس لتقديم تجارب سينمائية ترتكز على قوة الموسيقى في تحريك المشاعر.

 

مشاركة مؤلفين موسيقيين عالميين

يستضيف المهرجان نخبة من المؤلفين الموسيقيين العالميين الذين حضروا خصيصاً لأداء مقطوعاتهم بشكل حي. هذه الخطوة تعزز من أهمية الحدث وتجعل منه منصة ثقافية لا تقل أهمية عن المهرجانات الموسيقية العالمية الكبرى.

الحضور المباشر للمؤلفين يتيح للجمهور فرصة فريدة للتفاعل مع صُنّاع الموسيقى السينمائية، ومعرفة كواليس تأليف المقطوعات التي أصبحت جزء من الذاكرة السينمائية الجماعية.

 

البنية التحتية والتنظيم

اختارت اللجنة المنظمة القاعة الحمراء بجامعة الأميرة نورة لتكون موقعًا للفعاليات، حيث جُهّزت بأحدث التقنيات السمعية والبصرية لاستيعاب العروض الموسيقية والسينمائية الكبيرة.

كما تم فتح باب الحجز للجمهور عبر المنصات الإلكترونية، مع تقديم خيارات مرنة للجمهور لاختيار الأفلام والجلسات المفضلة لهم، مما يسهل الوصول إلى الفعاليات ويعزز من سهولة التجربة.

 

الأثر الثقافي للمهرجان

لا يقتصر تأثير المهرجان على الجانب الترفيهي فقط، بل يتعداه ليكون مشروع ثقافي متكامل:

  • توعية الجمهور بأهمية الموسيقى التصويرية: تقديم الأوركسترا كمكوّن حي يعيد تعريف تجربة الفيلم.
  • إثراء المشهد الفني المحلي: مشاركة فرق موسيقية محلية جنباً إلى جنب مع الفرق العالمية تساهم في بناء قاعدة ثقافية موسيقية في السعودية.
  • تشجيع السياحة الثقافية: استقطاب جمهور متنوع من داخل المملكة وخارجها لخوض تجربة ثقافية جديدة.

تعزيز مكانة الرياض العالمية

المهرجان يأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز مكانة الرياض كعاصمة ثقافية عربية وعالمية. من خلال تنظيم فعاليات تجمع بين الفنون الكلاسيكية والتكنولوجيا الحديثة، تثبت الرياض أنها قادرة على المنافسة على المستوى الدولي.

هذا النوع من الفعاليات يعزز البنية التحتية الثقافية للمدينة، ويدعم خطة جعل الرياض واحدة من أهم مدن العالم في مجال السياحة الثقافية والفنية.

 

مقارنة بالنسخة الأولى

تميزت النسخة الثانية من المهرجان بتوسيع قائمة الأفلام، وزيادة عدد العروض، ورفع مستوى الفرق المشاركة. تم العمل على تحسين التجربة التنظيمية للجمهور، وتوفير خيارات حضور أكثر مرونة، إلى جانب زيادة مستوى التفاعل مع الجمهور من خلال الأنشطة المصاحبة.

 

مهرجان الرياض لموسيقى الأفلام 2025 هو أكثر من مجرد عرض سينمائي أو حفل موسيقي؛ إنه لقاء بين الفنون، وتجربة ثقافية متكاملة تضع الجمهور في قلب الحدث. من خلال الجمع بين الصورة والموسيقى الحية، وبين الكلاسيكية والحداثة، تسير الرياض بثبات نحو مستقبل ثقافي غني ومتنوع.

هذا المهرجان يؤكد أن العاصمة السعودية باتت منصة حقيقية للابتكار الثقافي، وقادرة على تنظيم فعاليات تضاهي المهرجانات العالمية، في خطوة جديدة نحو تحقيق طموحات رؤية 2030 في قطاع الثقافة والفنون.