تولي المملكة العربية السعودية قطاع النقل أهمية كبيرة, نظراً لدوره الهام المنسجم مع تطلعات رؤية 2030 المستقبلية, حيث تعمل على تطوير وسائل النقل المختلفة, وزيادة المساحات التي تغطيها على امتداد خارطة المملكة, بالإضافة إلى تحسين واقع النقل الخارجي عبر الحدود, كل ذلك بهدف دعم المجالات الاقتصادية لنقل البضائع وتوفير الخدمات المختلفة بين المدن في الداخل, وبين السعودية وباقي دول العالم من جهة أخرى.
بدوره يلعب قطاع النقل أيضاً دور بارز في مجال السياحة داخل السعودية, حيث يربط أهم المدن والمناطق السياحية ببعضها البعض, الأمر الذي يوفر الجهد والوقت على السياح, ويختصر المسافات البعيدة ما بين مناطق الصحراء والمناطق الساحلية والجبلية, كما أن وسائل النقل والمواصلات على اختلافها ( برية, بحرية, جوية ) تعتبر مقياساً لتقدم البلاد و تحضرها.
انطلاقاً من دعم هذا الواقع, قررت المملكة مؤخراً استثمار حوالي 427 مليار دولار في تطوير قطاع النقل والمواصلات كافة, لزيادة الفعالية ومواكبة المرحلة المقبلة الممتدة على مدار 10 أعوام مقبلة, ذلك بالتعاون مع عدد من الدول والشركات الخاصة, وهو ما يتوافق مع استراتيجية المملكة المستقبلية في الاستثمار الاقتصادي.
قطاع النقل والمواصلات السعودي سيشهد العديد من المشاريع الهامة, أبرزها مشروع خدمات النقل بالحافلات, الذي سيعمل على تخديم حوالي 6 ملايين راكب سنوياً من خلال ربط 200 مدينة و محافظة عبر 76 مسار مختلف, وهو الأمر الذي سيجعل التنقل والوصول بين هذه المناطق أكثر سهولة وسرعة وفق أحدث المعايير العالمية.
يعتبر مطار الملك سلمان الدولي واحد من أهم المشاريع على المستوى العالمي ليس فقط على مستوى المملكة, حيث سيكون من أكبر المطارات في العالم بمساحة 57 كيلومتر مربع, وسيتم تخصيصه لنقل الركاب والبضائع مما سيجعل الرياض ضمن أكبر 10 مدن اقتصادية في العالم, كما أن تصميمه يتوافق مع أعلى معايير الاستدامة, التي تدعم الطاقات المتجددة في التشغيل.
يأتي التوجه في دعم هذا القطاع الحيوي تماشياً مع النهضة الاقتصادية التي تعيشها السعودية هذه الفترة, حيث تشهد العديد من المشاريع الهامة, التي تمثل النظرة الاستثمارية للأعوام القادمة, حيث المدن السكنية, الجامعات, مراكز التسوق, المستشفيات, وغيرها الكثير من المرافق العامة التي تحتاج إلى تخديم مميز بواسطة شبكة نقل عصرية تتصف بأعلى معايير الجودة والاستدامة.