5 حقائق يجب معرفتها عن مشروع البحر الأحمر
يُعد مشروع تطوير البحر الأحمر الطموح للغاية من أبرز المشاريع التي تتخذ خطوات متسارعة لإعادة تصور مستقبل السياحة الفاخرة. بقيادة شركة "البحر الأحمر العالمية" وبدعم من صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، يضع هذا المشروع الضخم معايير جديدة للتطوير المسؤول والمستدام، حيث يهدف إلى تعزيز البيئة الطبيعية بدلاً من الإضرار بها.
بحلول عام 2030، سيمتد مشروع البحر الأحمر ليشمل 22 جزيرة و 6 مواقع داخلية، تضم 50 منتجع وأكثر من 1,000 وحدة سكنية. ومع اكتمال المرحلة الأولى بحلول أواخر عام 2025، أصبح هذا المشروع الرائد محط أنظار الجميع، سواء للاستثمار، أو للسكن المستقبلي، أو ببساطة كوجهة لا تُنسى.
إليك خمس حقائق رئيسية عن مشروع البحر الأحمر:
موقع مركزي واتصال بلا حدود
يقع مشروع البحر الأحمر في مركز العالم، حيث يتمتع بموقع مثالي يتيح الوصول إليه في غضون 8 ساعات طيران لأكثر من 80% من سكان العالم. ويعد بمثابة جسر سلس يربط بين الشرق والغرب، مما يجعله وجهة مثالية لأولئك الذين يرغبون في استكشاف جنة ساحلية غير مستكشفة.
تمتلك الوجهة مطار خاص بها، وهو مطار البحر الأحمر الدولي، الذي افتُتح رسمياً في عام 2023 لتشغيل الرحلات التجارية الداخلية، وبدأ استقبال الرحلات الدولية المباشرة من وجهات مختارة منذ مارس 2024. سيتم استكمال المطار بالكامل بحلول عام 2025، مما سيزيد من الوجهات التي يخدمها، ويجعله مركز إقليمي رئيسي للنقل.
انطلاقاً من المطار، توفر أسطول من المركبات الكهربائية وسائل نقل برية إلى الوجهات الداخلية في مشروع البحر الأحمر، وكذلك إلى جزيرة "شورى"، التي تُعد الجزيرة الرئيسية للمشروع. كما يضم مطار البحر الأحمر الدولي مدرجًا مخصصًا للمياه، حيث تعمل الطائرات المائية باستخدام وقود مستدام للوصول إلى الجزر الأخرى.
مشروع البحر الأحمر جاهز لاستقبال الزوار
على الرغم من أن معظم مشروع البحر الأحمر لا يزال قيد التطوير، إلا أن هناك 5 منتجعات تم افتتاحها بين عامي 2023 و2024، وهي: ديزرت روك (Desert Rock)، وسيكس سينسيز ساوذرن ديونز (Six Senses Southern Dunes)، وشيبارا (Shebara)، وسانت ريجيس البحر الأحمر (St. Regis Red Sea)، ونجومه الريتز كارلتون (Nujuma, a Ritz-Carlton Reserve).
يقع المنتجعان الأولان داخل البر الرئيسي مع إمكانية الوصول إليهما عبر الطرق من المطار، بينما يمكن الوصول إلى المنتجعات الواقعة على الجزر فقط عبر اليخوت أو الطائرات المائية.
تم تصميم كل منتجع ليندمج بشكل طبيعي مع المشهد الطبيعي المحيط. فعلى سبيل المثال:
- منتجع ديزرت روك: تم بناؤه داخل قمم جبال الحجاز.
- منتجع سيكس سينسيز ساوذرن ديونز: يقع على طول طريق تجاري قديم.
- منتجع شيبارا: على جزيرة شيبارا، يتميز بتصميم مستقبلي مذهل يبرز كبسولات فوق الماء مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ.
تلتزم المرافق في هذه المنتجعات بالحفاظ على سلامة البيئة باستخدام الطاقة الشمسية، وإدارة ذكية للنفايات، وتصاميم بيئية تحاكي الطبيعة لتعزيز الأنظمة البيئية المحيطة بشكل مستدام.
المرحلة الأولى من مشروع البحر الأحمر جاهزة في عام 2025
تركز المرحلة الأولى من وجهة البحر الأحمر على جزيرة شورى، التي تُعد المركز الرئيسي للمشروع. هذه الجزيرة التي تتخذ شكل الدلفين تقع على بُعد 25 دقيقة بالسيارة من مطار البحر الأحمر الدولي، وترتبط به عبر جسر مصمم خصيصًا مع أسطول من المركبات الكهربائية المخصصة لنقل الزوار.
ستضم جزيرة شورى 11 من أصل 16 منتجع تمثل المرحلة الأولى، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الوحدات السكنية التي تشمل مساكن ذات علامات تجارية ومجتمعات سكنية تم تطويرها بواسطة "البحر الأحمر العالمية". ومن بين أولى المشاريع السكنية التي تم إطلاقها:
- إس إل إس البحر الأحمر ريزيدنسز (SLS Red Sea Residences)
- فور سيزونز برايفت ريزيدنسز البحر الأحمر (Four Seasons Private Residences Red Sea)
- شقق شورى مارينا ريزيدنسيز(Shura Marina Residences)
تستمد جميع المشاريع السكنية تصميمها من طبيعة الجزيرة. على سبيل المثال:
- تتميز الفلل في مشروع SLS بتصميمها الذي يشبه الأصداف البحرية عند النظر إليها من الأعلى، مع تفاصيل متموجة مستوحاة من الأمواج.
- أما الألوان النابضة بالحياة في مشروع شورى مارينا ريزيدنس، فهي مستوحاة من الشعاب المرجانية للبحر الأحمر.
تشمل جميع المشاريع السكنية أنشطة مائية مثل التجديف بالكاياك وركوب ألواح التجديف، بالإضافة إلى مركز غوص يتيح للسكان والزوار استكشاف الشعاب المرجانية المذهلة برفقة مرشدين معتمدين من PADI. وتُدار جميع الأنشطة بشكل مسؤول يحافظ على النظام البيئي البحري، مع ضمان عدم حدوث أي تأثيرات سلبية على الموائل المحلية.
تطوير 1% فقط من إجمالي المساحة
من أبرز العناصر التي تميز مشروع البحر الأحمر وتجعل منه فرصة استثمارية فريدة هو التزامه بالمسؤولية البيئية. قامت "البحر الأحمر العالمية"، الشركة المطورة للمشروع، بإجراء دراسات بيئية شاملة قبل البدء، وخلصت إلى أن تطوير المشروع سيقتصر على 1% فقط من إجمالي المساحة، بينما سيتم تخصيص 75% من المنطقة للحفاظ على البيئة. يتماشى هذا النهج مع رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن الوقود الأحفوري ووضع نموذج للتنمية الصديقة للبيئة يمكن أن تحتذي به الوجهات العالمية الأخرى.
يتألف أرخبيل البحر الأحمر من أكثر من 90 جزيرة، ولكن سيتم تطوير 22 جزيرة فقط. وتتميز جميع المشاريع السكنية بتصاميم منخفضة الارتفاع وقليلة الكثافة، مع مساحات خضراء شاسعة ومناظر طبيعية صحراوية تعزز من الارتباط بجمال الطبيعة في المنطقة.
كما أن مجموعة المشاريع التي تقع على جزيرة شورى، والتي أُطلق عليها اسم "كورال بلوم" (Coral Bloom)، تم تصميمها بحيث تحافظ على التنوع البيولوجي للجزيرة وتدعم استدامة الحياة الطبيعية فيها.
100% طاقة خضراء
تتميز جميع المباني في جزيرة مشروع البحر الأحمر بتصميمها المتكامل مع البيئة المحيطة، حيث يتم استخدام مواد مستدامة ومبادئ تطوير تهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة. ومع اكتمال المشروع بالكامل، تهدف الوجهة إلى الاعتماد بنسبة 100% على الطاقة المتجددة، بدعم من واحدة من أكبر منشآت تخزين البطاريات خارج الشبكة في العالم. كما سيحتوي المشروع على أول شبكة 5G تعمل بالطاقة الشمسية على مستوى العالم.
ستكون الجزر في معظمها مخصصة للمشاة، مع توفير أسطول من السيارات الكهربائية والعربات التي تعمل بالهيدروجين كوسائل نقل بديلة. يمكن الوصول إلى الجزر والتنقل منها فقط عبر اليخوت أو الطائرات البحرية، باستثناء جزيرة شورى التي ترتبط بالبر الرئيسي من خلال جسر مخصص.
في إطار التزامه بالاستدامة، يهدف مشروع البحر الأحمر إلى استقبال ما لا يزيد عن مليون زائر سنوياً، ما يضمن الحفاظ على البيئة الطبيعية للجزر.
يمهد مشروع البحر الأحمر طريق جديد في عالم السياحة الفاخرة، حيث يقدم منتجعات فريدة من نوعها تدمج بين الرفاهية والاستدامة. وعند اكتماله، سيعيد تعريف مفهوم السياحة الفاخرة بشكل جديد وأكثر خضرة.