أصوات المنطقة: فنانون يعيدون تعريف التعبير المعاصر
يُعد معرض سوثبيز "هوت سبوتس" بمثابة تكريم للمشهد الثقافي في الإمارات العربية المتحدة، وللفنانين الذين يواصلون تشكيل مشهدها الفني المتطور. يُتيح هذا المعرض للمقتنين فرصة نادرة لاقتناء أعمال مميزة تستكشف موضوعات مثل الحركة الإنسانية، الهوية الثقافية، والعولمة.
يعرض المعرض أعمالاً لفنانين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعملون في تخصصات متنوعة، مما يعزز حوارات جديدة بين الفنانين الذين يمثلهم المعرض، ويمزج بين وجهات النظر المعاصرة والتراث.
من خلال تسليط الضوء على الفنانين الناشئين والمخضرمين على حد سواء، يقدم المعرض أعمالهم ليس فقط للمقتنين في دبي، ولكن أيضاً عبر منصة سوثبيز الدولية.
من القطع المطرزة بدقة للفنانة مارغو ديرهي إلى لوحة "حب لا نهائي" الزيتية للفنان هاشل اللمكي، يجمع معرض هوت سبوتس بين استكشاف التراث الثقافي والاحتفاء بالرؤية الفنية الفردية، مما يجعله منصة شاملة للفن والتعبير الإبداعي.
يستمر المعرض حتى 10 مارس، ويُعد أول تعاون بين تباري آرت سبيس وذا ثيرد لاين، مما يقدّم تمثيلاً ديناميكياً للمشهد الفني في المنطقة. يعمل المعرض كمنصة تتيح للفنانين مشاركة قصصهم وتراثهم مع جمهور أوسع، حيث يتبنى أسلوباً تجارياً مستوحى من لغة التسويق السياحي ورموز الإعلانات البصرية.
يسعى معرض هوت سبوتس إلى إعادة صياغة الطريقة التي يُعرض بها الفن الإقليمي، مما يبرز أهمية التراث والثقافة في سياق فني معاصر، مع التأكيد على تقديمه بأسلوب جذاب ومبتكر للجمهور المحلي والعالمي.
استكشاف الهوية، الحركة، والثقافة من خلال الفن
مارغو ديرهي – "ديجا ماجيسيان" (ساحرة بالفعل)
عمل الفنانة الفرنسية المغربية مارغو ديرهي يُعتبر شهادة على تطور لغة الفن المعاصر في مجال التطريز. نتجت هذه الأعمال من تعاون بين الفنانة وعشر نساء قامت بتدريبهن على تقنيات التطريز المتقدمة. من خلال الحرفية الدقيقة، تحقق أعمالها المطرزة تنوعاً رقيقاً في الألوان والأنسجة، مما يعكس عمق وتعقيد الأسطح المرسومة.
تُعد الوجوه الخالية من الملامح سمة مميزة في أعمال ديرهي، وهو اختيار متعمد يوجه الانتباه نحو الوضعيات، الملابس، والعلاقات المكانية. يدعو هذا النهج إلى تأمل أعمق في موضوعات الهوية، الوجود، والانتماء الثقافي، مما يضع ممارستها الفنية ضمن الخطاب الأوسع للفن المعاصر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إلى جانب تأثيرها الجمالي، تشكّل أعمال ديرهي جسراً بين التقليد الفني والتمكين الاجتماعي. من خلال رفع مستوى التطريز إلى مجال الفنون الجميلة وتوفير دخل مستدام للنساء اللواتي يعانين من فرص اقتصادية محدودة، تُنشئ ديرهي حواراً يجمع بين التراث والتأثير العالمي.
هاشل اللمكي – "حب لا نهائي"
يتناول الفنان الإماراتي هاشل اللمكي في أعماله مجالات الرسم، النحت، الوسائط الرقمية، والتركيبات العامة الضخمة لاستكشاف تعقيدات الحياة المعاصرة. تتناول أعماله موضوعات الهجرة، العولمة، والتحضر، متتبعة العلاقة المتغيرة بين الإنسان والبيئات التي يعيش فيها. تعد الاستدامة جزءاً أساسياً من ممارسته الفنية، حيث يلتزم بإعادة التدوير واستخدام المواد الطبيعية لتقليل الهدر.
في عمله "حب لا نهائي"، يوجّه اللمكي نظره نحو معلم بارز في مدينة العين – دوار توام الذي يحتضن منحوتات الفروسية المدهشة. تحت سماء حمراء زاهية، يقف حصان شامخاً، مما يعكس قوة الطبيعة وارتباط الفنان العميق بالمكان. تضفي درجات اللون الأحمر، المستوحاة من غروب شمس العين، على التركيبة طابعاً خالداً، حيث تدمج بين الذكريات، الرمزية، والمناظر المتغيرة باستمرار في الإمارات.
المها جارالله– "النقطة المحورية" (أكريليك وزيت على قماش)
تُقدّم الفنانة التشكيلية الإماراتية المها جارالله، المقيمة في أبوظبي، أعمالها كصور شخصية عميقة للمساحات المعيشية، حيث تُركّز في لوحاتها وصورها الفوتوغرافية على التاريخ الحديث لمحيطها الأصلي. تتمتع جارالله بارتباط وثيق بالعمارة المحلية لبيئتها، وتقدّم رؤية دقيقة حول المشهد المتطور للخليج عبر لحظات مختلفة من الزمن.
من خلال استخدام مدروس لنظرية الألوان، تنجح جارالله في التنقل بين التداخلات المعقدة للتركيبات الاجتماعية والثقافية التي شكّلت تجربتها في وطنها. أعمالها توثيق بصري يعكس تحولات البيئة المحلية، ويمنح المشاهد نافذة إلى عمق التراث والثقافة في سياق معاصر.
معرض "النقاط الساخنة" دبي – تكريم للفسيفساء الثقافية في الشرق الأوسط
بصفتها رائدة عالمياً في الفنون الجميلة، الفخامة، والثقافة، لطالما كانت سوثبيز في طليعة تشكيل الخطاب الفني. فهي ليست مجرد دار مزادات، بل مكان للمعرفة حيث يثقف المتخصصون و يلهمون ويشاركون خبراتهم حول الأعمال الاستثنائية التي تمر عبر قاعاتها.
يقع مكتب سوثبيز في دبي في قلب مركز دبي المالي العالمي، و يجسد هذا النهج من خلال تقديم منصة ديناميكية للمعارض المنظمة، والمبيعات الخاصة، والفعاليات، والنقاشات التي تقرّب المقتنين ومحبي الفن من الفنانين والمبدعين الذين يشكلون المشهد الثقافي الحالي.
تتجاوز سوثبيز حدود قاعة المزادات لتلعب دوراً محورياً في تطور المشهد الفني في المنطقة، حيث تدعم الفنانين من الشرق الأوسط، شمال أفريقيا، ومنطقة الخليج. وتُعدّ قاعاتها بوابة للتبادل الثقافي، حيث ترسم ملامح التراث الفني للمنطقة مع تعزيز الحوار والاكتشاف.
من خلال التزامها بدعم الابتكار الفني، لا تقتصر سوثبيز على كونها مراقباً، بل هي شريك فعّال في المنظومة الإبداعية، مما يعكس رؤيتها لتعزيز الفنون والثقافات في مختلف أنحاء العالم.
من خلال ثلاثة قرون من الخبرة، سوثبيز تعزز المشهد الفني في دبي استجابةً للطلب المتزايد على الفن الشرق أوسطي، قامت سوثبيز بتقديم معارض وبرامج إرشادية وأنشطة تفاعلية تهدف إلى تنمية المواهب ورفع مستوى التعبير الفني. يعكس معرض "النقاط الساخنة" هذه الرؤية، حيث يجمع مجموعة متنوعة من الفنانين، يتميّز كل منهم بأسلوب إبداعي وسرد قصصي فريد.
من خلال توفير مساحة يمكن للفنانين فيها مشاركة قصصهم وترك بصمتهم، تواصل سوثبيز دبي تشكيل المحادثة الثقافية في المنطقة، وتعزيز مكانتها كمركز للتميز الفني. يعكس هذا الالتزام دعماً مستمراً للإبداع والابتكار، وترسيخاً لدور دبي كملتقى للفن والثقافة على مستوى عالمي.