"الوجهة" فيلم يوثق الحلم السعودي برؤية 2030

 

في مشهد فني يعكس تطلعات المملكة العربية السعودية، يأتي فيلم "الوجهة" كعمل وثائقي مميز يسرد قصة وطن يُعيد تشكيل ذاته بثقة وجرأة ضمن مشروع التحول الوطني الشامل المعروف برؤية السعودية 2030. من إنتاج مبادرة كنوز السعودية التابعة لوزارة الإعلام، يُعد هذا الفيلم شهادة بصرية حيّة توثق الخطوات المتسارعة نحو مستقبل مختلف، يوازن بين الإرث العريق والطموح الحديث.

 

 

فيلم بروح وطن

"الوجهة" هو لوحة سمعية بصرية نابضة بالحياة تُظهر عمق التغيرات التي شهدتها المملكة خلال السنوات القليلة الماضية. يستعرض الفيلم جوانب متعددة من التنمية الوطنية من الاقتصاد والتقنية، إلى الصحة، والثقافة والتعليم والترفيه والسياحة وحتى تمكين المرأة والشباب.

ما يجعل منه فيلم فريد هو أسلوبه السردي، الذي يحتوي على اللقطات الوثائقية والمشاهد الدرامية والشهادات الإنسانية، ليقدم صورة بانورامية لتطور المملكة في مختلف المجالات. إنه فيلم عن الإنسان السعودي والطموح السعودي والمكان السعودي والزمن السعودي.

 

توثيق للتحول الوطني

رؤية السعودية 2030، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2016، شكّلت نقطة تحول تاريخية في مسار المملكة. جاءت لتكسر الاعتماد على النفط، وتدفع بالاقتصاد نحو التنوع والاستدامة، وتفتح الآفاق أمام الثقافة والترفيه والسياحة، وتُعيد صياغة علاقة الدولة بالمواطن، والمواطن بالعالم.

فيلم "الوجهة" يوثق هذه الرؤية كواقع ملموس، ويستعرض المشاريع الكبرى التي تجسّدها، مثل مشروع نيوم، والقدية، والبحر الأحمر، وسيركز على المبادرات الاجتماعية التي رفعت من مستوى حياة الفرد، وأطلقت طاقات الشباب، ومكّنت المرأة، وجعلت المواطن شريك أساسي في التنمية.

 

صناعة محلية بجودة عالمية

من أبرز ما يميز الفيلم هو اعتماده الكامل على الكفاءات الوطنية، حيث شارك في صناعته أكثر من 250 شخص من مختلف التخصصات، إضافة إلى 80 شركة إنتاج، و11 قائد رأي ضيف، وأكثر من 2600 موهوب سعودي، ساهموا في صناعة هذا العمل الملحمي. بلغ مجموع ساعات التصوير أكثر من 52 ساعة، وساعات المونتاج والتنسيق 600 ساعة، ما يعكس الجهد الكبير والتفاني الذي بُذل في إخراجه.

هذه الأرقام تُبرز قدرة السعودية على إنتاج محتوى مرئي بمواصفات عالمية، باستخدام مواردها البشرية والتقنية، وضمن سردية بصرية متقنة تضاهي أكبر الإنتاجات الوثائقية في العالم.

 

سرد بصري وإنساني

يتنقل الفيلم بين مدن ومناطق المملكة، من الرياض إلى جدة، ومن العلا إلى أبها، ومن شرورة إلى نيوم، موثق مشاهد عمرانية وثقافية وإنسانية، تعبّر عن التنوع الجغرافي والاجتماعي الذي يميز السعودية.

لا يكتفي الفيلم بعرض المشاريع والمنجزات، بل يغوص في القصص الشخصية لأفراد سعوديين – رجال ونساء، شباب وكهول – يروون تجاربهم في ظل التغيرات الجديدة. نجد قصص نجاح لأطباء ومهندسين وروّاد أعمال ومزارعين ومثقفين ورياضيين، وهذا يضفي على الفيلم بعد إنساني مؤثر يلامس وجدان المشاهد.

 

منصات عرض متعددة

عُرض "الوجهة" على منصات متنوعة منها منصة "شاهد"، ومنصة stc tv، إضافة إلى القنوات الرسمية السعودية، وحسابات وزارة الإعلام. هذا الانتشار الواسع يعكس حرص القائمين على الفيلم في أن يصل إلى كل بيت سعودي، وإلى المشاهد العربي والعالمي، لتعريفهم بما يحدث في المملكة من نهضة حقيقية.

وقد نال الفيلم إشادة واسعة من النخب الإعلامية والثقافية، باعتباره عم متكامل يوازي مستوى الأفلام الوثائقية التي تنتجها كبريات المؤسسات الإعلامية الدولية، مع لمسة سعودية خالصة.

 

أهداف استراتيجية

يحمل الفيلم في طياته عدة أهداف، بعضها واضح، وبعضها ضمني، منها:

  • التوثيق الرسمي للتحول الوطني: ليكون الفيلم مرجعًا للأجيال القادمة، يوثق ما جرى ويجري في زمن رؤية 2030.
  • تعزيز الهوية الوطنية: عبر إبراز النجاحات المحلية والاعتماد على الكفاءات السعودية.
  • إلهام المجتمع: خاصة الشباب، عبر تقديم نماذج ناجحة وملهمة من الواقع المحلي.
  • التسويق الثقافي والاقتصادي: من خلال عرض صورة حديثة وحديثة للمملكة في أعين العالم.

فيلم برؤية مستقبلية

لا يمكن الحديث عن "الوجهة" دون الإشارة إلى أسلوبه الفني، الذي لا يقتصر على السرد التسجيلي، بل يُدمج العناصر السينمائية من موسيقى تصويرية، وزوايا تصوير مبتكرة، وانتقالات زمنية ذكية، مما يمنحه طابع درامي في بعض الأحيان، وشاعري في أحيان أخرى.

إنه فيلم لا يكتفي بأن يخبرك بما حدث، بل يجعلك تشعر به. ترى الحلم السعودي في عيون الناس، وتسمعه في ضحكات الأطفال، وتلمسه في العمارات، والجسور، والمزارع، والمستشفيات، والموانئ، والمعارض، والميادين.

 

"الوجهة" بيان بصري، رسالة حب وانتماء، ووثيقة فنية تؤرخ لحقبة سعودية ذهبية تُكتب الآن. إنه رحلة في قلب التحول، واستشراف لما هو آت، وهو دعوة لكل سعودي وسعودية ليكونوا جزء من هذا المشهد المهيب.

إن ما يقدمه هذا الفيلم ما تطمح إليه المملكة العربية السعودية. فـ"الوجهة" هو مسار مفتوح نحو المستقبل. وكما تقول رؤية 2030: "طموحنا عنان السماء"، فإن هذا الفيلم هو أحد تجليات هذا الطموح.