في خطوة مهمة لتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية على خارطة صناعة الأفلام العالمية، انطلق منتدى الأفلام السعودي في نسخته الأولى بتاريخ 1 أكتوبر 2023م في العاصمة الرياض برعاية الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة هيئة الأفلام. هذا المنتدى يأتي ليكون حدثاً سنوياً يعزز من صناعة الأفلام في المملكة، ويجمع تحت سقفه نخبة من صناع الأفلام والخبراء من مختلف أنحاء العالم.
يعتبر المنتدى فرصة لتعريف العالم بالدور الذي يمكن أن تلعبه الأفلام في المملكة، على مستوى الثقافة أو الاقتصاد. كما أنه يسهم في استعراض الفرص المتاحة أمام المهتمين في هذا المجال، من خلال سلسلة من النقاشات والفعاليات التي تجمع بين المخرجين، الممثلين، والمستثمرين من داخل وخارج المملكة.
الركائز الأساسية للمنتدى
يهدف منتدى الأفلام السعودي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تصب جميعها في خدمة صناعة الأفلام ودفعها نحو التميز العالمي. ومن أجل ذلك، يعتمد المنتدى على ثلاث ركائز أساسية تُشكِّل الهيكل الرئيسي له:
اتجاهات الصناعة:
المنتدى يتيح للمشاركين فرصة فهم أحدث الاتجاهات في صناعة الأفلام على مستوى العالم. عبر النقاشات والجلسات التفاعلية، يتم تسليط الضوء على الابتكارات التي تحدث ثورة في هذا المجال، بدءاً من التقنيات الجديدة في التصوير والإنتاج وحتى أساليب التوزيع الحديثة.
الممارسات العالمية:
يتم استعراض أبرز الممارسات العالمية في صناعة الأفلام وكيفية تطبيقها محلياً. هذا يشمل دراسة التجارب الناجحة التي أدت إلى تقدم صناعة الأفلام في دول أخرى، مما يتيح فرصة للمهتمين للاستفادة من تلك التجارب في تطوير القطاع السينمائي السعودي.
التحديات والفرص:
كأي صناعة أخرى، تواجه صناعة الأفلام تحديات كبيرة، سواء من حيث التمويل أو التنظيم أو المنافسة العالمية. المنتدى يعمل على مناقشة هذه التحديات بعمق، مع تقديم حلول عملية تساعد على تحويل التحديات إلى فرص استثمارية جديدة تعزز من نمو الصناعة.
أقسام المنتدى
يتألف المنتدى من مجموعة من الأقسام التي تهدف إلى تقديم تجربة متكاملة للمشاركين، حيث تم تنظيم هذه الأقسام بعناية لتغطي جوانب مختلفة من صناعة الأفلام، مما يسهم في تحقيق الهدف الشامل للمنتدى وهو تعزيز الصناعة وترويجها.
المعرض السينمائي:
يُعتبر المعرض من أبرز أقسام المنتدى، حيث يشارك فيه نخبة من الشركات المحلية والإقليمية والعالمية المتخصصة في سلسلة القيمة السينمائية. يُتيح المعرض للشركات استعراض أبرز الابتكارات والخدمات والفرص الاستثمارية المتاحة في السوق السينمائي السعودي والعالمي. كما يتيح للمشاركين فرصة التواصل المباشر مع الجهات الفاعلة في الصناعة، مما يمهّد الطريق لعقد شراكات مستقبلية.
المؤتمر المتخصص:
بالإضافة إلى المعرض، يحتوي المنتدى على مؤتمر متخصص يناقش القضايا الجوهرية المتعلقة بصناعة الأفلام. هذا المؤتمر يجمع بين الخبراء والمتحدثين البارزين لمناقشة موضوعات متنوعة، مثل الإمكانيات التمويلية والإجراءات التنظيمية التي يحتاجها المستثمرون والمخرجون للوصول إلى النجاح في صناعة الأفلام. كما يتم التركيز على التشريعات التي تحكم هذه الصناعة في المملكة، والتي من شأنها دعم وتحفيز الإنتاج السينمائي.
النسخة الثانية للمنتدى 2024
بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى من المنتدى في عام 2023، شهدت النسخة الثانية التي أقيمت من 9 إلى 12 أكتوبر 2024 تطور ملحوظ من حيث الحجم والمحتوى. هذه النسخة الثانية كانت أكثر شمولاً وغنى، حيث تضمنت برنامج ثقافي موسع اشتمل على أكثر من 35 فعالية متميزة. شارك في هذه الفعاليات ما يزيد على 65 متحدثاً بارزاً من مختلف أنحاء العالم، حيث تم عقد 30 جلسة حوارية شملت موضوعات مختلفة في صناعة الأفلام.
إلى جانب الجلسات الحوارية، نظمت النسخة الثانية 15 ورشة عمل متخصصة، بالإضافة إلى جلسات "حديث الأفلام" و"ماستر كلاس" التي تطرقت إلى التفاصيل الدقيقة في مجالات مثل الإخراج، التمثيل، الإنتاج، وكتابة السيناريو. كما تم تقديم ورش تدريبية تفاعلية، تهدف إلى تمكين المشاركين من اكتساب المهارات اللازمة لتحقيق نجاح مستدام في هذه الصناعة المتطورة.
مناطق المعرض التفاعلية
أحد الجوانب الأكثر تميزاً في النسخة الثانية من المنتدى هو التوسع في تقديم مناطق تفاعلية داخل المعرض، والتي أضفت على التجربة طابع عملي وتفاعلي أكبر. هذه المناطق التفاعلية صُممت بعناية لتلبية احتياجات مختلف الشرائح المهتمة بصناعة الأفلام، وقد شملت:
منطقة "الأعمال":
كانت هذه المنطقة بمثابة مركز لتوقيع الاتفاقيات وإبرام الشراكات بين الشركات المحلية والعالمية العاملة في قطاع الأفلام. هنا، تمت مناقشة العديد من الفرص الاستثمارية، وعُقدت شراكات استراتيجية تسهم في دفع عجلة الصناعة السينمائية في المملكة إلى الأمام.
منطقة "الاستشارات":
قدّمت هذه المنطقة فرصة للمهتمين بالحصول على إرشادات ونصائح مختصة في صناعة الأفلام، من التمويل إلى منهجيات العمل. وقد أتاح هذا القسم للمخرجين والمستثمرين فرصة التواصل مع مستشارين وخبراء في مجالات متعددة تساعدهم على تطوير مشاريعهم بشكل احترافي.
منصة تسجيل أصحاب المهن الحرة:
تم تخصيص هذه المنصة لتمكين العاملين المستقلين في صناعة الأفلام من تسجيل بياناتهم، وربطهم بالشركات التي تبحث عن خدماتهم. هذا يسهم في توفير فرص عمل جديدة لأصحاب المهارات الحرة، وفي نفس الوقت يساعد الشركات على الوصول إلى المواهب المحلية والعالمية.
منطقة "التجارب الحية":
من أبرز المناطق التي جذبت انتباه الزوار، حيث تم تصميم هذه المنطقة لتتيح للزوار فرصة تجربة بيئة استوديوهات التصوير السينمائي بشكل واقعي. في هذه المنطقة، يمكن للزوار تقمّص أدوار الممثلين، المصورين، أو حتى المخرجين، والاستمتاع بتجربة تفاعلية تحاكي ما يحدث خلف الكواليس في صناعة الأفلام.
شخصيات بارزة في المنتدى
لم يقتصر المنتدى على تقديم محتوى تفاعلي وورش عمل فقط، بل شهد حضور عدد من الشخصيات البارزة على المستويين المحلي والدولي. من بين هذه الشخصيات، الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الذي شارك في إحدى الجلسات الحوارية. كما كان من بين الضيوف المميزين النجم العالمي ويل سميث، الذي أضاف حضوره نكهة خاصة على المنتدى، حيث شارك في عدة جلسات وقدم رؤيته حول صناعة الأفلام وأهمية تطويرها.
منتدى الأفلام السعودي يمثل خطوة كبيرة نحو دعم وتطوير صناعة السينما في المملكة. من خلال التركيز على الركائز الأساسية والتوجهات العالمية، يوفر المنتدى منصة شاملة تجمع بين الابتكار، الاستثمارات، والشراكات الاستراتيجية. مع مرور الوقت، يتوقع أن يلعب المنتدى دوراً محورياً في تعزيز مكانة السعودية كلاعب رئيسي في صناعة الأفلام العالمية.
