تفاصيل مشروع البحر الأحمر و رؤية 2030

أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مشروع البحر الأحمر كجزء من رؤية 2030، والتي تهدف إلى تحويل المملكة العربية السعودية إلى وجهة سياحية عالمية. أُعلن عن المشروع في عام 2017 وبدأت الأعمال الفعلية في عام 2019. يتضمن المشروع عدداً من الأهداف الطموحة التي تشمل تعزيز السياحة والضيافة، وتوفير فرص عمل جديدة، وتحقيق الاستدامة البيئية. من المتوقع أن يشكل هذا المشروع نقلة نوعية في قطاع السياحة في المملكة، ووضعها على خريطة السياحة العالمية بشكل مميز.

موقع مشروع البحر الأحمر 

يمتد مشروع البحر الأحمر على طول الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية، ويغطي مساحة تصل إلى 34,000 كيلومتر مربع. يربط المشروع بين مدينة الوجه شمالاً ومدينة أملج جنوباً، ويبعد حوالي 500 كيلومتر شمال جدة. يتميز بموقع استراتيجي على شاطئ البحر الأحمر ويشمل 90 جزيرة تتنوع بين طبيعية وصناعية، ويحتوي على مجموعة من البراكين والشعاب المرجانية التي تعزز من جاذبيته البيئية.

أهداف مشروع البحر الأحمر

تتمثل الأهداف الرئيسية لمشروع البحر الأحمر في عدة نقاط أساسية:

حماية البيئة وتعزيز الاستدامة

يسعى المشروع إلى الحفاظ على المناطق الطبيعية، وتقليل التلوث، من خلال تبني ممارسات بناء مستدامة واستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100%. كما يهدف إلى إنشاء بنية تحتية خضراء تساهم في الحفاظ على التوازن البيئي.

تعزيز السياحة 

يهدف المشروع إلى جذب عدد كبير من السياح من جميع أنحاء العالم، من خلال تطوير منتجعات وفنادق ومرافق ترفيهية عالمية. كما يسعى إلى تحقيق هذا الهدف من خلال تقديم تجربة سياحية فريدة ومميزة في بيئة طبيعية.

توفير فرص العمل

يعمل المشروع على خلق آلاف فرص العمل للشباب السعودي، من خلال بناء مدينة للموظفين تحتوي على مكاتب إدارية، ومناطق سكنية، ومرافق خدمية وتجارية. ويهدف إلى جذب العاملين من مختلف التخصصات وتوفير بيئة عمل مثالية لهم.

تحفيز النمو الاقتصادي

من خلال استقطاب الاستثمارات المحلية والدولية، يعزز المشروع الاقتصاد السعودي ويساهم في زيادة الناتج المحلي. كما يسعى إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتطوير البنية التحتية.

أهم المشاريع المنفذة في إطار مشروع البحر الأحمر

تشمل المرحلة الأولى عدة مشاريع بارزة:

  • القرية السكنية العالمية التي تعد أحد المشاريع البارزة، حيث توفر مساكن حديثة ومرافق خدمية متكاملة للمقيمين.
  • منتجعات فاخرة تستضيفها جزيرة الشبارة تهدف إلى تقديم تجربة إقامة فريدة تتناسب مع أعلى معايير الرفاهية.
  • مطار البحر الأحمر سيعمل على تسهيل وصول السياح إلى المشروع، ويتميز بتصميم مستدام يتماشى مع البيئة المحيطة. من المتوقع أن يستقبل المطار مليون زائر سنوياً.
  • مدينة الموظفين: ستشمل المدينة كافة المرافق الضرورية لدعم العاملين في المشروع، بما في ذلك المكاتب، والمناطق السكنية، والفنادق، والمرافق التجارية.
  • شبكة الطرق: سيتم إنشاء شبكة طرق تمتد على طول 80 كيلومتر لتسهيل الوصول إلى مختلف مناطق المشروع.
  • جسر لربط الجزيرة الرئيسية بالبر، مما يسهم في تسهيل حركة التنقل.

مميزات مشروع البحر الأحمر

يتميز مشروع البحر الأحمر بعدد من المميزات التي تعزز من جاذبيته:

تنوع الأنشطة السياحية

 يوفر المشروع مجموعة متنوعة من الأنشطة السياحية مثل الغوص بين الشعب المرجانية، والمشي بين البراكين الخامدة، مما يتيح للزوار تجربة مغامرات متنوعة.

الاستدامة البيئية

 يركز المشروع على استخدام الطاقة المتجددة والمواد القابلة لإعادة التدوير، مع التزام صارم بالحفاظ على البيئة.

 

مرافق متكاملة 

يحتوي المشروع على العديد من الفنادق الفاخرة، والفلل، والمرافق الترفيهية التي تسهم في تقديم تجربة سياحية شاملة ومريحة.

الجزر ضمن مشروع البحر الأحمر

تحتوي المنطقة على 90 جزيرة، منها 22 جزيرة فقط سيتم تطويرها، بينما ستبقى البقية كما هي للحفاظ على طبيعتها. من بين الجزر البارزة:

  1. جزيرة شريرة: تعتبر الأساس لمشروع البحر الأحمر، حيث يتم تصميمها بما يتناسب مع التنوع البيولوجي، وتشمل بحيرة جديدة لتحسين معالم الجزيرة وجذب السياح.
  2. جزيرة شيبارة: تعد واحدة من أفضل الجزر في المشروع، حيث تضم فندقاً فاخراً يتمتع بتصميم رائع ويجذب السياح من جميع أنحاء العالم.
  3. جزيرة أمهات الشيخ: تحتوي على فندقين ممتازين، مما يوفر خيارات متعددة للإقامة.

الشركة المسؤولة عن تنفيذ المشروع:

شركة البحر الأحمر للتطوير هي الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشروع البحر الأحمر. تأسست الشركة كذراع تنفيذية لصندوق الاستثمارات العامة، وعُين جون باغانو كرئيس تنفيذي لها. تعمل الشركة على توفير فرص استثمارية في مختلف المجالات مثل الضيافة، والترفيه، والبنية التحتية.

التأثير الاجتماعي والثقافي لمشروع البحر الأحمر

يمتد تأثير مشروع البحر الأحمر إلى الجوانب الاجتماعية والثقافية، حيث يسهم في تعزيز الهوية الثقافية للمملكة. يركز المشروع على تطوير المرافق الثقافية والفنية، مثل المتاحف والمعارض، التي تعكس التراث السعودي وتدعم الفنون المحلية. من خلال جذب الزوار الدوليين، يساهم المشروع في تعزيز التبادل الثقافي ويعزز فهم الثقافة السعودية بشكل أوسع. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع برامج تعليمية وتدريبية تهدف إلى تنمية المهارات المحلية في مجالات الضيافة والسياحة، مما يعزز من قدرة الشباب السعودي على المشاركة الفعّالة في صناعة السياحة.

تأثير المشروع على البيئة

يعد المشروع من أكثر المشاريع مراعاة للبيئة، حيث يتم تطوير 22 جزيرة فقط من أصل 90، ويتم استخدام الطاقة المتجددة بشكل كامل. يشمل المشروع أيضاً مبادرات لتقليل النفايات البلاستيكية، وتعزيز مبدأ الحياد الكربوني، وإعادة تدوير النفايات.

تأثير المشروع على الاقتصاد

يساهم المشروع في تعزيز الاقتصاد السعودي من خلال خلق 70,000 فرصة عمل، وإضافة 22 مليار ريال سعودي إلى الناتج المحلي. كما حصلت الشركات السعودية على 70% من إجمالي العقود، مما يعزز من الاقتصاد المحلي.

يمثل مشروع البحر الأحمر رؤية طموحة تسعى لتحويل الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية إلى وجهة سياحية عالمية متميزة. من خلال تطوير بنية تحتية حديثة، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير فرص العمل، يهدف المشروع إلى تحقيق أهداف رؤية 2030 وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية رائدة على مستوى العالم.