أبرز الوجهات العالمية التي يقصدها الشباب السعوديون للدراسة أو العمل

 

في ظل الانفتاح الكبير الذي يشهده العالم الحديث والتطور التقني الكبير أصبح السفر للدراسة أو العمل أمر شائع جداً بين الشباب حول العالم للحصول على أفضل فرصة دراسية أو وظيفية، ولشباب المملكة العربية السعودية نصيب كبير في إرسال البعثات الشبابية للدراسة أو العمل ومن ثم العودة إلى بلادهم لنقل الخبرات والتجارب الأكاديمية والثقافية إليها، و تندرج هذه البعثات ضمن رؤية 2030 التي تسعى إلى الاستثمار في الإنسان، والانفتاح على العالم، ومن هنا تبرز مجموعة من الوجهات الدولية التي أصبحت المفضلة لدى الشباب السعودي لتطوير مستقبلهم المهني أو الأكاديمي، وفي هذا المقال سنعرض أبرز الوجهات العالمية التي يقصدها الشباب السعوديون للدراسة أو العمل والأسباب وراء ذلك.

 

 

وجهات الدراسة المفضلة

أولاً : الولايات المتحدة الأمريكية

استقطبت الولايات المتحدة الأميركية ألاف الطلبة السعوديين عبر برامج الابتعاث، مثل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وهذا ما جعلها تتصدر قائمة الوجهات الدراسية للشباب السعودي، وهذا بسبب تنوّع تخصّصاتها الجامعية وتقدمها العلمي الكبير، حيث تتيح فرص بحث علمي متقدم، إضافةً إلى وجود أهم الجامعات العالمية مثل هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إضافة إلى جامعة ستانفورد، لذلك تعتبر الولايات المتحدة وجهة دراسيّة جذابة للباحثين عن مستويات أكاديمية عالية الجودة وبتصنيف عالمي كبير. 

كما أن البيئة الثقافية المنفتحة، وسهولة الاندماج في بعض الولايات، والخبرة العملية التي تتيحها الجامعات الأمريكية عبر برامج التدريب العملي، عوامل تزيد من الإقبال السعودي على الدراسة هناك.

ثانياً :المملكة المتحدة

يفضل العديد من الشباب السعودي الدراسة في جامعات بريطانيا، وذلك بسبب قصر مدة الدراسة فيها التي تقدر بثلاث سنوات للباكالوريوس، لذا احتلت بريطانيا متقدمة في برامج الابتعاث السعودي، بالإضافة إلى وجود جامعات عريقة وذات تاريخ أكاديمي طويل مثل جامعات أكسفورد وكامبريدج، كما تتمتع المملكة المتحدة بقوة التخصصات الطبيّة فيها والهندسية والقانونية إضافةً إلى العلوم الاجتماعية، كما توفر جامعات بريطانيا برامج دراسات عليا ذات مرونة عالية في طريقة الحضور والتسليم ومكثفة في الوقت نفسه وهذا ما يستقطب العديد من الطلبة.

وهناك سبب مهم أيضاً يجعل المملكة المتحدة من الوجهات الدراسية المفضلة لدى طلاب السعودية وهو إتقان نسبة كبيرة من الشباب السعودي للغة الانكليزية، وهذا ما يسهل عليهم الدراسة والاندماج في المجتمع.

ثالثاً: كندا

شهدت كندا ارتفاع كبير في أعداد الطلاب السعوديين في العشر سنوات السابقة، وذلك بسبب ارتفاع جودة التعليم فيها إضافةً إلى سياسات الهجرة البسيطة قليلاً والأمان المجتمعي، كما تُعرف الجامعات الكندية بشهرتها عالمياً مثل جامعات تورنتو وكولومبيا البريطانية التي تقدم مستوى مرتفع من التعليم في تخصصات مختلفة ومتنوعة، مثل التكنولوجيا وإدارة الأعمال والعلوم الطبية.

كما تتميز كندا بسهولة الانتقال من تأشيرة الدراسة إلى تأشيرة العمل أو الإقامة الدائمة عن طريق برامج الهجرة المخصصة للطلاب، لذا هي خيار رائع للدراسة والعمل في آن واحد.

رابعاً : أستراليا

تجذب أستراليا الطلبة السعوديين في تخصصات الصحة والإدارة العامة والهندسة وتوفير البيئة التعليمية الحديثة فيها، تتميز أستراليا أيضاً بأنّ مجتمعها متعدد الثقافات والأنظمة التعليمية مرنة، كما يمكن للطالب العمل والدراسة في آن واحد كي يحصل على الخبرات الأكاديمية والعملية.

يوجد في أستراليا جامعات كبيرة مثل جامعة سيدني وجامعة ملبورن ولهم تصنيف متقدم عالمياً، كما تقدم هذه الجامعات دعم للطلاب من حيث السكن والتوجيه الأكاديمي والعملي.

 

خامساً : ألمانيا وفرنسا

جذبت ألمانيا وفرنسا اهتمام الطلاب السعوديين بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ويعود ذلك لانخفاض التكاليف الدراسية فيها مقارنة بباقي دول أوروبا، فألمانيا مثلاً الدراسة فيها شبه مجانية،  خاصةً في الجامعات الحكومية، ناهيك عن تطورها الكبير في مجالات التكنولوجيا والهندسة.

أمّا فرنسا فهي معروفة ببلد الفن، وهذا ما جذب طلاب الفنون للدراسة فيها، إضافةً إلى تخصصات إدارة الأعمال والخدمات الفندقية، ولا ننسى وجود جامعات عريقة فيها تقدم برامج خاصة للطلاب الوافدين.

 

وجهات العمل المفضلة

الإمارات العربية المتحدة

تتصدر الإمارات العربية المتحدة وخاصة أبو ظبي ودبي الدول التي يقصدها الشباب السعودي للعمل، وهذا عائد لعدة أسباب منها القرب الجغرافي من المملكة العربية السعودية، وتشابه ثقافة البلدين بشكل كبير، وبالتأكيد النشاط الاقتصادي الكبير الذي تشهده الإمارات وتقدّمها في العديد من المجالات مثل التسويق الرقمي والهندسة والإعلام.

ولعل السبب الأهم لرغبة الشباب السعودي بالعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة هو تسهيلات الإقامة التي تقدمها الحكومة الإماراتية للشعب السعودي، وتسهيل الاستثمارات والعمل في شركات دوليّة.

 

 الولايات المتحدة وكندا

يفضلها بكثرة الشباب السعودي الذي تخرج من جامعات كندا أو أميركا، وهذا بسبب وجود فرصة أكبر للحصول على عمل بعد التخرج عن طريق البرامج التي توفرها الحكومة للطلاب لتأمين فرص عمل لهم بعد التخرج مثل OPT في أمريكا وPGWP في كندا، وهذا دافع كبير للشباب السعودي لمواصلة حياتهم المهنية في هذين البلدين.

 

المملكة المتحدة

تقدم بريطانيا تأشيرة لمدة عامين للطلاب الذين تخرجوا من جامعاتها للعمل في السوق البريطاني بعد التخرج، وهذا يدفع الشباب السعودي للاستفادة من هذه الفرصة واكتساب خبرة العمل في المملكة المتحدة.

 

ألمانيا

بسبب سياساتها الداعمة للعمل تجاه العمالة الماهرة في السوق الألماني، تقدم ألمانيا فرص عمل ممتازة للأطباء والمهندسين والمبرمجين السعوديين،  وتوفير برامج تدريب مهني في الشركات التكنولوجية، حيث يكتسب الشباب خبرة نوعية سيستفيد منها السوق السعودي.

 

أهم العوامل المؤثرة في اختيارات الشباب السعودي

توجد مجموعة من العوامل تؤثر على اختيار الوجهة التي تختلف حسب الهدف إما تعليم أو عمل، ومن أهم هذه العوامل:

لغة البلد: من أهم العوامل المؤثرة على اختيار الوجهة، حيث يفضل الطلاب السعوديين الدول الناطقة بالانجليزية بسبب اتقانهم لها وانتشارها في المجتمع السعودي عموماً.

جودة التعليم وفرص العمل بعد التخرج: تُعد فرص البقاء في البلد والعمل بعد الدراسة عامل مؤثر جدا في الاختيار.

تكاليف المعيشة والدراسة: تعتبر سبب مهم جداً لاختيار الوجهة، فألمانيا مفضلة على غيرها بسبب التعليم الشبه مجاني فيها.

سهولة الحصول على التأشيرات: تؤثر الإجراءات القنصلية وسرعة إصدار التأشيرات على قرار الطلبة والعاملين.

الدعم الحكومي السعودي: مثل برامج الابتعاث التي تحدد دول محددة ضمن خيارات التمويل الرسمي.



تعد حركة الشباب السعوديين نحو الخارج للدراسة والعمل ظاهرة صحية تدل على الانفتاح والرغبة في التطوير واكتساب الخبرات العالمية. وبينما تواصل المملكة تنفيذ رؤيتها الطموحة 2030، تبرز أهمية تعزيز الربط بين التجارب الدولية التي يكتسبها الشباب في الخارج، واحتياجات سوق العمل المحلي، نحو بناء جيل قادر على قيادة التحول الوطني بفعالية واقتدار.