تطوير مشروع حي البوليفارد
في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز مكانة الدرعية كوجهة عالمية تجمع بين التراث والثقافة والتطور العمراني، وقعت شركة الدرعية عقد بارز بقيمة 426.3 مليون ريال سعودي (113.6 مليون دولار أمريكي) مع شركة "عمرانية". هذا العقد الضخم يهدف إلى تنفيذ الأعمال المعمارية والتصميمية الخاصة بمشروع حي "البوليفارد"، والذي يُعد جزءاً محورياً من مشروع الدرعية الشامل.
تفاصيل العقد والمشروع
تُعد شركة "عمرانية"، التي تتخذ من الرياض مقر لها، إحدى الشركات الرائدة في مجال التصميم والهندسة المعمارية، وهي جزء من مجموعة إيجيس التي اشتهرت بتصميم "برج المملكة" في الرياض. بموجب هذا العقد، ستتولى شركة عمرانية مسؤولية تقديم استشارات تصميمية متعددة التخصصات تشمل التصور الأولي، التصميم التخطيطي والتفصيلي، بالإضافة إلى الإشراف على تنفيذ أعمال البناء.
يقع حي "البوليفارد" في قلب مشروع الدرعية الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 236 مليار ريال سعودي (63.2 مليار دولار أمريكي). ويعتبر "البوليفارد" وجهة رئيسية تجمع بين السكن، والعمل، والترفيه في بيئة متكاملة تمثل نموذج للتطور العمراني المتوازن.
رؤية شركة الدرعية
من خلال هذه الخطوة، تؤكد شركة الدرعية التزامها بتطوير مجتمعات متكاملة ومستدامة تسهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للثقافة والتراث. وبهذا الصدد، قال السيد جيري إنزيريلو، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية: "نحن سعداء للغاية باختيار شركة "عمرانية" لتنفيذ هذا المشروع الحيوي. إن خبراتهم الرائدة وتصاميمهم المبتكرة قد شكلت معالم بارزة في الرياض، ونتطلع للاستفادة من هذه الخبرات لتطوير مجتمعات جديدة في الدرعية تعكس طموحاتنا المستقبلية وتخدم احتياجات السكن والعمل والترفيه".
دور شركة "عمرانية" وخبراتها
تمتلك شركة "عمرانية" سجل حافل في تنفيذ مشاريع متنوعة تشمل التخطيط العمراني، الضيافة، وتصميم المساحات العامة والمشاريع متعددة الاستخدامات. وبهذا الصدد، أعرب علاء أبو صيام، الرئيس التنفيذي الإقليمي لشركة إيجيس في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، عن فخره بهذا التعاون قائلاً: "إن هذا العقد يمثل فرصة مهمة لنا للمساهمة في تطوير حي يعكس روح التراث السعودي، مع التركيز على الاستدامة والجودة. نحن ملتزمون بتقديم حلول تصميمية تلهم الأجيال القادمة وتجمع بين الأصالة والمعاصرة".
حي "البوليفارد".. وجهة متكاملة
يمثل حي "البوليفارد" مركز محوري ضمن المخطط الرئيسي للدرعية، حيث يمتد على مساحة 14 كيلومتر مربع. ويهدف هذا المشروع إلى توفير بيئة متكاملة تلبّي مختلف الاحتياجات، بدءاً من السكن الفاخر، مروراً بالمكاتب والمساحات التجارية، وصولاً إلى المرافق الترفيهية والتعليمية. وستعمل شركة "عمرانية" على تطوير ثلاث مناطق مجتمعية داخل الحي، حيث تتميز كل منطقة بتصاميم معمارية فريدة تعكس الطابع السعودي الأصيل ممزوج بلمسات حديثة.
الدرعية.. مهد التاريخ والحداثة
الدرعية ليست مجرد مشروع تنموي عادي؛ بل هي رمز للتراث الثقافي والتاريخي للمملكة العربية السعودية. تأسست الدرعية في عام 1727 كمهد للدولة السعودية الأولى، وتضم حي الطريف التاريخي المُدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ضمن رؤية المملكة 2030، تُعد الدرعية عنصر رئيسي في تعزيز مكانة المملكة كمركز ثقافي عالمي. تقع على بُعد 15 دقيقة فقط من وسط الرياض، وتوفر تجارب متنوعة تجمع بين التاريخ والثقافة ونمط الحياة العصري. يضم مشروع "بوابة الدرعية" أكثر من 100,000 شخص من السكان والموظفين والضيوف، مع مجموعة واسعة من الأنشطة التي تلبي احتياجات مختلف الأعمار والاهتمامات.
مرافق الضيافة والمشاريع الثقافية
يضم المشروع مرافق ضيافة استثنائية مثل "مطل البجيري"، الذي يوفر تجربة فريدة لزواره من خلال أكثر من 20 مطعمًا ومقهى عالمي ومحلي. كما يتيح إطلالات خلابة على حي الطريف التاريخي ووادي حنيفة. إلى جانب ذلك، يضم المشروع فندق "باب سمحان"، الذي يُعد أول فندق متخصص في تقديم تجربة ضيافة مستوحاة من الطراز النجدي الأصيل.
التزام شركة الدرعية بالتميز
تعمل شركة الدرعية كذراع رئيسي لصندوق الاستثمارات العامة منذ تأسيسها في عام 2022. وتركز الشركة على تطوير المخطط الرئيسي للدرعية بما يضمن الحفاظ على تراثها التاريخي، مع تقديم معايير تصميم وتطوير تضاهي أفضل الممارسات العالمية. من خلال الشراكات مع شركات رائدة مثل "عمرانية"، تسعى الدرعية إلى تحقيق رؤيتها الطموحة لتصبح الوجهة الأولى للتراث والثقافة في العالم.
مع توقيع هذا العقد، تتطلع شركة الدرعية إلى تحقيق تقدم كبير في تطوير مشروع حي "البوليفارد" ليصبح نموذج عالمي للتطور العمراني المستدام. من المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز مكانة الدرعية كوجهة جذب رئيسية للسكان والسياح على حد سواء، مما يدعم النمو الاقتصادي ويعزز من مكانة المملكة على الساحة العالمية، باختصار، يمثل هذا التعاون بين شركة الدرعية وشركة "عمرانية" خطوة جديدة نحو تحقيق رؤية شاملة لمستقبل يتكامل فيه التراث مع الحداثة، مما يعكس روح المملكة وطموحاتها الكبيرة في التحول إلى مركز ثقافي عالمي.