المسرحية الغنائية “ويكد”: متى وأين وكيف تحجز تذكرتك ؟

 

هذا الشتاء، تصل المسرحية الغنائية الشهيرة ويكد إلى الرياض للمرة الأولى، حاملةً معها أحد أبرز عروض برودواي إلى المسرح السعودي.

تُعد “ويكد” بمثابة قصة تمهيدية لفيلم ساحر أوز الكلاسيكي، حيث تروي حكاية صداقة غير متوقعة، وولاءات متبدّلة، وكيف تحوّلت إحدى الشخصيات إلى “الساحرة الشريرة من الغرب” كما نعرفها اليوم.

ومنذ عرضها الأول عام 2003، أصبحت “ويكد” ظاهرة عالمية في المسرح الغنائي المعاصر، إذ شاهدها أكثر من 65 مليون شخص حول العالم.

العرض في الرياض يأتي ضمن الجولة العالمية الحالية للمسرحية، بمشاركة أوركسترا كاملة، وأكثر من 100 فنان وفني، إلى جانب 350 زي مسرحي، أي بنفس مستوى الضخامة والدقة الذي عُرفت به عروض برودواي وويست إند في لندن.

ويأتي هذا العرض بعد النجاح الكبير الذي حققته المسرحيتان “شبح الأوبرا” و“الأسد الملك” في المملكة، حيث امتلأت القاعات بالجمهور ونالت العروض إشادة واسعة. كما يعكس هذا الحدث التحوّل الثقافي المتسارع في السعودية، حيث أصبحت المسرحيات الغنائية العالمية جزء ثابت من المشهد الفني المتنوع في البلاد.

فيما يلي، نلقي نظرة أقرب على قصة “ويكد”، وإرثها الثقافي، وطريقة الحصول على تذاكر العرض في الرياض.

 

ما هي “ويكد”؟ وماهي القصة، والجوائز، والإرث الثقافي

 

ما هي “ويكد”؟ وماهي القصة، والجوائز، والإرث الثقافي

تقدّم “ويكد” القصة غير المروية لساحرات أوز قبل وقت طويل من ظهور “دوروثي” وحذائها الأحمر اللامع.

واستُلهمت المسرحية من رواية غريغوري ماغواير، التي أعادت تخيّل عالم بوم الأصلي من منظور أكثر عاطفية وتعقيد، حيث تتمحور حول امرأتين تلتقيان في جامعة أسطورية:

  • إلفابا: ذكية، متمرّدة، وُلدت ببشرة خضراء اللون.
  • غليندا: جميلة، طموحة، ومحبوبة.

إحداهما وُصفت بأنها “شريرة”، والأخرى “خيرة”، لكن المسرحية تُعيد النظر في هذه التصنيفات، لتكشف ما وراءها من تحوّلات إنسانية، وعلى مدى السنوات، حصدت “ويكد” أكثر من 100 جائزة دولية، من بينها 3 جوائز توني، وجائزة غرامي، وجائزة أوليفييه البريطانية.

ويعود سحرها الدائم إلى سردها العميق والمركّب، فهي تجمع بين الخيال الساحر والتأمل الفلسفي في نشوء الأساطير.

أما في شباك التذاكر، تُعد “ويكد” من أعلى المسرحيات الغنائية إيراداً في التاريخ، إذ تجاوزت مبيعات تذاكرها في برودواي وحدها 1.5 مليار دولار، لتأتي في المرتبة الثانية بعد “الأسد الملك”.

قاد العرض الأصلي في برودواي كلٌّ من إدينا مينزل (التي أدّت صوت “إلسا” في Frozen) وكريستين شينوويث، وقد ساهم أداؤهما في ترسيخ مكانة المسرحية في الذاكرة الثقافية الشعبية.

أما أغاني مثل “Defying Gravity” و“Popular” فقد أصبحت اليوم من القطع الكلاسيكية في عالم المسرح الغنائي، تُؤدى في المدارس والمسارح والحفلات حول العالم. كما حظيت “ويكد” هذا العام باهتمام متجدد مع إطلاق الفيلم السينمائي المنتظر المقتبس عنها، والذي يُعرض على جزأين، من بطولة سينثيا إريفو بدور “إلفابا” وأريانا غراندي بدور “غليندا”.

 

متى وأين وكيف تحجز تذاكرك لحضور المسرحية الغنائية “ويكد”

في الرياض، ستُعرض المسرحية الغنائية ويكد خلال الفترة من 3 إلى 20 ديسمبر، على خشبة مسرح مركز الملك فهد الثقافي، أحد أكبر المسارح في المدينة.

التذاكر متاحة الآن للبيع، وتشير معدلات الطلب المبكرة إلى الإقبال الكبير المتوقع لهذا العرض الضخم. تبدأ الأسعار من 80 ريال سعودي للمقاعد العادية، وتصل إلى 750 ريال للفئات المميزة، بما في ذلك صفوف كبار الشخصيات (VIP) التي توفر أفضل إطلالات على المسرح. كما تتوفر شرفات خاصة محدودة العدد للمجموعات، لكنها تُباع بسرعة نظراً للإقبال الكبير عليها.

يمكن حجز التذاكر عبر الموقع الرسمي للمسرحية أو من خلال المنصات المحلية المعتمدة من المنظّمين. وكما هو الحال مع العروض العالمية السابقة التي استضافتها الرياض، تُنفد المقاعد المميزة سريعاً.

العرض يُقدَّم باللغة الإنجليزية بالكامل، ولم يُعلَن بعد عن أسماء طاقم الممثلين.

وللراغبين في السفر إلى الرياض لحضور العرض أو لمن يريدون قضاء أمسية كاملة مميزة، فهناك عدد من الفنادق الممتازة القريبة من موقع المسرح.

من أبرزها فندق الريتز كارلتون الرياض، الواقع وسط حدائق خضراء تمتد على مساحة 52 فدان. ويُعد مطعمه الشهير “الأرجوان” من الوجهات المحلية المفضّلة، إذ يقدّم بوفيه غني ويزدحم دائماً في عطلة نهاية الأسبوع.

كما يبرز فندق سانت ريجيس الرياض كخيار راقي آخر، وهو من الإضافات الحديثة إلى مشهد الضيافة في العاصمة، ويتميّز بتصميمه العصري وخدمة فريقه الدافئة.

يضم الفندق مطعم “جاكي”، وهو براسيري أمريكي الطابع يقدّم أطباق من المطبخين الأمريكي واليوناني، ما يجعله مكان مثالي لعشاء قبل العرض أو وجبة هادئة بعد إسدال الستار.

 

“ويكد” ورؤية 2030: ما الذي ينتظرنا بعد ذلك؟

يشكّل وصول “ويكد” إلى الرياض محطة جديدة في مسيرة الازدهار الثقافي للمملكة.

ففي ظل رؤية 2030، المبادرة الوطنية التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتطوير الصناعات الإبداعية، انتقل المسرح من الهامش إلى صدارة المشهد، وأصبحت العروض العالمية جزء ثابت من الموسم الثقافي الشتوي.

بعد أن أرست مسرحيتا “شبح الأوبرا” و“الأسد الملك” معايير النجاح الأولى، تأتي “ويكد” لتبني على هذا الزخم بعرض أكثر ضخامة وطموح من الناحية التقنية والفنية.

كما يعكس هذا الحدث التطور المتسارع في البنية التحتية الثقافية للمملكة، فمن صالات العرض الجديدة، إلى إمكانات الإنتاج والجولات الفنية المحسّنة، وصولاً إلى الشراكات الإبداعية المتنامية، كل ذلك يفتح الأبواب أمام تفاعل أعمق مع الجمهور، وفرص أوسع للمواهب المحلية الصاعدة.

ومن المتوقع الإعلان عن عروض إضافية في الأشهر المقبلة، بما في ذلك عروض أولى إقليمية وأعمال جديدة بالتعاون مع مؤسسات فنية عالمية. إنها مرحلة تستحق المتابعة عن كثب.

وفي هذا السياق، تمثّل “ويكد” بروفة لمستقبل المسرح في الرياض أكثر مما هي مجرد حدث فريد حيث أنها لمحة عمّا سيصبح مشهد منتظم على خشبات العاصمة.

وبعد انتهاء عروضها في الرياض، ستنتقل المسرحية إلى دبي، حيث ستُعرض على مسرح دبي أوبرا من 28 يناير حتى 15 فبراير.