موقع مشروع نيوم وأبرز معالمه

 

مشروع نيوم هو مشروع طموح يحمل في طياته رؤية مستقبلية جديدة ليس فقط للمملكة العربية السعودية بل للمنطقة العربية بأسرها. إنه بمثابة نقلة نوعية في مجالات الأعمال والاستثمار والسكن، بالإضافة إلى الحفاظ على الاستدامة البيئية والاجتماعية. المشروع يمثل توجهاً جديداً يتبناه صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ويهدف إلى تحقيق تغيير جذري في كيفية تصور المدن وإدارتها.

 

 

موقع نيوم: مركز المستقبل

يقع مشروع نيوم في موقع استراتيجي في شمال غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر، وهو المكان الذي يتسم بمناخ مختلف تماماً عن بقية دول الخليج. يتميز الموقع بامتداد ساحلي يصل إلى 468 كيلومتراً، ويحتوي على 41 جزيرة طبيعية، مما يجعل المشروع يمتد على مساحة تعادل تقريباً مساحة دولة بلجيكا. هذه المنطقة الطبيعية ذات الجمال الفريد تشمل شواطئ رملية وصخرية، جبال ملونة ومكسوة بالثلوج خلال فصل الشتاء. إن الخطة العامة للمشروع تهدف إلى الحفاظ على هذا التنوع الطبيعي بنسبة تصل إلى 95% من إجمالي المساحة، مما يعكس التزام نيوم بالاستدامة البيئية.

 

معنى "نيوم": رمز المستقبل

اسم "نيوم" يحمل في طياته معاني تعكس الرؤية المستقبلية للمشروع. الكلمة مشتقة من كلمتين: "نيو" (NEO) من اللغة الإغريقية وتعني "جديد"، وحرف "م" الذي يرمز لكلمتي "مستقبل" و"محمد" - نسبة إلى الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي. هذا الاسم يعكس الطموح الكبير للمشروع في إنشاء مدينة تمثل نموذجاً جديداً لمستقبل المدن الذكية.

 

قيادة نيوم: نخبة من العقول العالمية

إنَّ مشروعاً بهذا الحجم والطموح يتطلب فريق قيادة من الطراز العالمي. لذلك، تم استقطاب مجموعة من الخبرات الدولية والمحلية لتكون جزءاً من هذا المشروع الطموح. بقيادة الأمير محمد بن سلمان، تضم الشركة نخبة من المتخصصين في مجالات مختلفة، مما يضمن أن كل جانب من جوانب المشروع يتم تنفيذه بأعلى مستويات الاحترافية والابتكار.

 

المناطق الرئيسية لمشروع نيوم

مشروع نيوم ليس مجرد مدينة، بل هو نموذج متكامل لريادة الأعمال والمجتمعات العالمية. هناك أربع مناطق رئيسية ضمن المشروع، كل منها تمثل تجربة فريدة ومستقلة بحد ذاتها:

 

منطقة سندالة

تعتبر سندالة أولى المشاريع التي ستتحقق على أرض الواقع، وهي جزيرة تتميز بتصميم معماري وتقني مبتكر، مما يجعلها بوابة استثنائية للمملكة عبر البحر الأحمر. تشمل الجزيرة ملعب جولف، منتجع ونادي شاطئي، محمية بحرية طبيعية، بالإضافة إلى العديد من المرافق الترفيهية الأخرى.

 

منطقة ذا لاين نيوم

ذا لاين هي ثورة في مفهوم السكن الحضري، حيث إنها مدينة خالية تماماً من الشوارع والسيارات، وتعتمد بشكل كامل على الطاقة المتجددة. هذه المدينة المبتكرة ستحتضن 9 مليون نسمة في مساحة صغيرة نسبيًا، مع توفير وسائل نقل فائقة السرعة تربط بين أطراف المدينة في غضون 20 دقيقة.

 

منطقة تروجينا

تروجينا هي وجهة جبلية فريدة من نوعها تجمع بين الطبيعة الصخرية الصعبة والتكنولوجيا المتطورة. ستشمل المنطقة عدداً من الأنشطة الترفيهية الجديدة مثل التزلج على الثلوج، مهرجانات الموسيقى، سباقات السيارات، ومنتجعات اليوغا، مما يجعلها وجهة ترفيهية شاملة.

 

منطقة أوكساجون

أوكساجون هي مدينة مخصصة لابتكار نموذج جديد من المدن المتعددة الاستخدامات، حيث يتكامل فيها السكن مع الأعمال بشكل ينتهج منهجيات الثورة الصناعية الرابعة والاقتصاد الدائري. ستكون أوكساجون محركاً اقتصادياً بفضل بنيتها التحتية المتطورة وبرامجها الداعمة للصناعات التحويلية.

 

نيوم كمحرك اقتصادي

نيوم ليست مجرد وجهة سياحية أو منطقة أعمال جديدة، بل هي محرك اقتصادي ضخم سيعيد تشكيل العديد من القطاعات الاستثمارية في المنطقة. بحلول عام 2030، من المتوقع أن يوفر المشروع أكثر من 100 ألف فرصة عمل، مما يسهم في خلق بيئة تدعم المواهب المحلية والعالمية في 14 قطاعاً استثمارياً مختلفاً، تشمل التصنيع، التقنية، الترفيه، والتعليم وغيرها.

 

استدامة نيوم: رؤية متكاملة للمستقبل

يتضح من المشروع التزام نيوم بتطوير نموذج حضري متكامل يضع الاستدامة في قلب كل خطوة يتم اتخاذها. سواء كان ذلك في حماية الموارد الطبيعية أو في تبني الطاقة المتجددة كجزء أساسي من الحياة اليومية، فإن نيوم تمثل رؤية مستقبلية تعيد تعريف مفهوم المدينة. هذه الرؤية ليست مجرد نظرة إلى المستقبل فحسب، بل هي خطة عمل واضحة تهدف إلى خلق بيئة حضرية مستدامة ومبتكرة.

يعد مشروع نيوم مشروع عملاق يعكس الطموح والرؤية المستقبلية للمملكة العربية السعودية. فهو ليس مجرد مدينة، بل هو نموذج جديد لحياة مستقبلية تعتمد على الابتكار والاستدامة. هذا المشروع، بقيادة فريق من العقول الرائدة عالمياً، يقدم للعالم نموذجاً جديداً للمدن الذكية، حيث يتكامل فيها الابتكار مع الطبيعة، ويزدهر فيها الاقتصاد مع الحفاظ على البيئة.

نيوم رمز للتقدم والتطور الذي تسعى المملكة إلى تحقيقه في العقود المقبلة. فمن خلال هذا المشروع، تُظهر السعودية التزامها بالمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر إشراقاً، حيث يتجلى الابتكار في كل جانب من جوانب الحياة اليومية، مما يجعل نيوم نموذجاً يحتذى به في جميع أنحاء العالم.