فعاليات رالي داكار 2025

 

مع اقتراب موعد انطلاق الحدث الرياضي العالمي "رالي داكار 2025"، تكتمل استعدادات المملكة العربية السعودية لاستضافة النسخة السادسة على التوالي من هذا الرالي الشهير، الذي يُعدّ من أعرق سباقات المحركات في العالم. بدأ الرالي في 3 يناير 2025 ويستمر حتى 17 من الشهر ذاته، ليأخذ المشاركين في رحلة استثنائية عبر تضاريس المملكة المتنوعة، بتنظيم الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وشركة رياضة المحركات السعودية، وتحت إشراف وزارة الرياضة.

 

 

رالي داكار: مزيج من التحدي والاستكشاف

يُعتبر "رالي داكار" أكثر من مجرد سباق للمحركات؛ فهو تجربة استكشافية فريدة تجمع بين التحدي الرياضي وفرصة استكشاف المناظر الطبيعية الخلابة والثقافات المحلية. في نسخته الـ47 عالمياً والسادسة داخل المملكة، يجذب الرالي نخبة من أبطال رياضة المحركات والهواة من مختلف دول العالم، ليعيشوا تجربة مميزة تمتد عبر 14 يوم من الإثارة.

المسار الجديد للرالي هذا العام يمثل نقلة نوعية، حيث يبدأ من محافظة بيشة جنوب المملكة لأول مرة، ليأخذ المشاركين في رحلة مثيرة عبر شمال المملكة ثم إلى شرقها، وصولاً إلى نقطة النهاية في شبيطة بالربع الخالي، أكبر صحراء رملية متصلة في العالم. يتضمن المسار قطع مسافة إجمالية تقارب 7700 كيلومتر، منها 5100 كيلومتر مخصصة للمراحل الخاصة الخاضعة للتوقيت، وهو ما يزيد من تحديات السباق ويمنح المتسابقين تجربة فريدة.

 

برنامج المراحل: رحلة لا تُنسى عبر المملكة

يمر رالي داكار 2025 عبر مجموعة متنوعة من المدن والمناطق التي تسلط الضوء على تنوع تضاريس المملكة وثقافتها. يشمل البرنامج:

في 1 و 2 يناير: تنطلق التحضيرات الرسمية بإجراء الفحوصات الفنية في محافظة بيشة، التي تتميز بجبالها الشاهقة وأوديتها الساحرة وتراثها الغني.

في 3  يناير: مرحلة تمهيدية تهدف إلى تهيئة المتسابقين قبل بدء المنافسة الرسمية.

من 4 - 6 يناير: تبدأ المراحل الأولى والثانية من بيشة، لتبرز جمال طبيعتها وموقعها المميز.

في 7 يناير: يمر السباق بمدينة الحناكية، التي تعكس التقاليد العريقة وكرم الضيافة في منطقة المدينة المنورة.

في 8 يناير: تحتضنه مدينة العلا، إحدى الوجهات السياحية الرائدة و أول موقع للتراث العالمي لليونسكو في المملكة، المرحلة الرابعة.

في 9 يناير: يستقر السباق في حائل، عاصمة الراليات في المملكة، المعروفة بتاريخها العريق ومناظرها الطبيعية المذهلة.

في 10 يناير:  يوم راحة في حائل يتيح للمتسابقين استعادة نشاطهم.

في 11 و 12 يناير: تستضيف الدوادمي المرحلتين السادسة والسابعة، حيث تبرز جمال طبيعتها وتناغمها مع القيم الأصيلة للمجتمع السعودي.

في 13 يناير: تصل المنافسة إلى العاصمة الرياض، قلب المملكة النابض بالحياة، والمليء بالمعالم الثقافية والسياحية الجذابة.

في 14 يناير:  ينتقل السباق إلى مدينة حرض، التي تمثل رمز صحراء المملكة الشاسعة و كثبانها الرملية الذهبية.

من  15 - 17 يناير: تشمل المراحل النهائية منطقة شبيطة في الربع الخالي، حيث  الرمال الذهبية وصفاء الطبيعة في أجواء ساحرة لا مثيل لها.

 

إضافات جديدة ومنافسات غير مسبوقة

تتميّز نسخة هذا العام من رالي داكار السعودية بإدخال تعديلات مبتكرة تضيف المزيد من الإثارة:

مراحل منفصلة للمركبات:

للمرة الأولى، ستُقام خمس مراحل بمسارات منفصلة مخصصة لكل من مركبات الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" والدراجات النارية التابعة للاتحاد الدولي للدراجات النارية "فيم". هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز التنافسية وزيادة التحديات.

داكار كلاسيك:

يشارك في هذا القسم الخاص 76 سيارة و 19 شاحنة كلاسيكية، لتضيف طابع تراثي للرالي من خلال منافسة تعتمد على انتظام الأداء.

تحدي المهمة 1000:

ستختبر خمس مركبات مزودة بأحدث التقنيات المستقبلية في نفس مسارات الرالي، في خطوة تعكس تطور الابتكار في عالم المحركات.

 

الجيل السعودي القادم: منصة لإبراز المواهب الوطنية

في سياق دعم رؤية المملكة 2030، يخصص "رالي داكار" مساحة لإبراز المواهب السعودية الواعدة من خلال برنامج "الجيل السعودي القادم". يهدف هذا البرنامج إلى منح السائقين السعوديين الشباب فرصة المشاركة في هذا الحدث الكبير، مع تقديم دعم شامل للمواهب التي تُظهر أداءً متميزاً، حيث سيُمنح الأفضل بينهم تذكرة للمشاركة في رالي داكار 2026.

 

رالي داكار: وجهة رياضية وسياحية عالمية

إلى جانب كونه حدث رياضي، يشكّل "رالي داكار" فرصة مثالية لتسليط الضوء على تنوع المملكة الجغرافي والثقافي. فالمتسابقون والمشاهدون سيكتشفون من خلال مسارات السباق أروع المناظر الطبيعية، بما في ذلك الجبال الشاهقة، والكثبان الرملية الذهبية، والمناطق الأثرية العريقة، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية.

كما يعكس الرالي التحول الكبير الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات، بما في ذلك الرياضة والسياحة، في إطار تحقيق رؤية 2030. هذه الرؤية الطموحة تهدف إلى جعل السعودية مركز عالمي للفعاليات الرياضية الكبرى، وموطن للابتكار والتطور.

 

تُختتم رحلة "رالي داكار 2025" في الربع الخالي، الذي يمثل أحد أبرز معالم الطبيعة في المملكة. مع رماله الذهبية الممتدة وآفاقه الواسعة، يوفر الربع الخالي تجربة لا تُنسى للمتسابقين والمشاهدين على حد سواء، حيث تلتقي أصالة الصحراء بجمال الطبيعة الخلابة.