أهم معالم مدينة العلا

تمتاز المملكة العربية السعودية بتعدد الوجهات السياحية، التي تتنوع مابين الصحراوية منها والجبلية والساحلية، لتوفر بذلك خيارات عديدة لمحبي الأنشطة والمغامرات. ويعد هذا التنوع الفريد إحدى نقاط الجذب التي توفرها مدن ومناطق المملكة من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها.

 

ويعد التوجه السعودي الذي تدعمه رؤية 2030 المستقبلية أحد أهم العوامل التي تساعد على جعل هذه المدن والمناطق وجهات سياحية متميزة، من خلال الاهتمام الاستثنائي والخطط المدروسة التي تعمل المملكة على تنفيذها لتطوير المرافق الخدمية وتحسين جودة الحياة والتجربة السياحية بما يتوافق مع أهداف هذه الرؤية في الاعتماد على الأساليب الأكثر استدامة.

 

واحدة من أبرز هذه الوجهات هي محافظة العُلا التي تقع شمال غرب المملكة العربية السعودية على بعد 300 كيلو متر من المدينة المنورة، وهي أول موقع سعودي مسجل في لائحة اليونسكو للتراث العالمي، وهي منطقة ذات طبيعية جبلية، تضم واحات خضراء وجبال من الحجر الرملي، إضافة إلى العديد من المعالم التاريخية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، والتي تجسد الثقافات والحضارات التي مرت على هذه المنطقة.

 

عوامل جذب طبيعية

تشتهر العلا بتنوعها الجيولوجي الذي يبدو واضحاً في مناظرها وتضاريسها الطبيعية التي تعد فريدة من نوعها في المملكة، حيث تحتوي على وديان وكثبان رملية ومرتفعات جبلية تسمح جميعها بالقيام بعدد من الأنشطة والمغامرات منها جولات المشي في الوديان، الهبوط من القممم المرتفعة، الزيبلاين بين الجبال، ورحلات استكشاف المباني التراثية في البلدة القديمة، إضافة إلى العديد من التجارب الاستثنائية التي تجعل من العلا وجهة سياحية تجمع بين التاريخ العريق والترفيه.

 

 

الهيئة الملكية لمحافظة العلا

تم إنشاء الهيئة الملكية في محافظة العلا بهدف حماية إرث هذه المدينة وتراثها الفريد، ذلك من خلال إعداد وتنفيذ خطط من شأنها تطوير وجهة العلا وتعزيز مكانتها كإحدى المدن والمواقع الثقافية والأثرية المهمة، والنهوض بها وفق معايير أكثر استدامة لتستقبل الزوار من كافة أنحاء العالم، حيث تعمل الهيئة على دعم المبادرات التي من شانها حماية الآثار والعوامل السياحية والثقافية بما يتوافق مع أهداف رؤية 2030 المستقبلية.

 

 

موقع الحِجر

يعتبر موقع الحجر الأثري أكثر المواقع شهرة في محافظة العُلا، وهو أول مواقع المملكة العربية السعودية المسجّلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو حيث تم تسجيله في عام 2008.

تشير الدراسات والأبحاث إلى أن موقع الحجر كان يعتبر المدينة الجنوبية الرئيسية لمملكة الأنباط، حيث يضم 111 مدفناً تنتشر جميعها وسط تكوينات صخرية، وتمتاز كلها بواجهات مزخرفة تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، يعد قبر حيان بن كوزا أحد أكبر هذه المدافن حيث يبلغ ارتفاعه لوحده حوالي 22 متر.

كما يضم الموقع 50 نقش صخري تعود كلها للحقبة التي سبقت عهد الأنباط، إلى جانبها رسوم متنوعة تملئ الكهوف، وآبار مائية بدائية.

معالم تاريخية أخرى

منها جبل الأقرع، الذي يحتوي على ما يزيد عن 400 نقش عربي، فيما يُعدُّ جبل عكمة أحد أكبر المكتبات المفتوحة في المملكة العربية السعودية، والتي تحتوي على كتابات ونقوش أثرية هي الأهم، حيث يوجد نقوش ورسوم تعود إلى الحضارتين الدّيدانيّة واللّحيانيّة.

 

 

رؤية 2030

تهدف الرؤية المستقبلية للمملكة العربية السعودية 2030 إلى جعل منطقة العلا وجهة عالمية للسياحة والتراث، لتكون شاهد حقيقي على ثقافة المملكة وخير مثال على التنوع الموجود فيها، ذلك من خلال وضع خطط وممارسات جدية من شأنها تطوير المنطقة على أسس أكثر حداثة واستدامة، وتمكين مجتمع العلا من خلال عدد من البرامج كأساس لتحول المنطقة، إضافة لاستحداث مشاريع عدة تهدف للحفاظ على البيئة وترشيد استخدام المياه، وإعادة توطين النباتات والحيوانات.

 

مهرجانات وفعاليات العلا

تشهد محافظة العلا عدداً من المهرجانات والفعاليات المختلفة التي تتضمن مهرجانات موسيقية، نشاطات استرخاء واستجمام، جولات استكشاف للمدينة وتاريخها وتراثها، أنشطة رياضية، معارض فنية وتسوق، والعديد غيرها في المجالات كافة.

من أبرز هذه المهرجانات مهرجان لحظات العلا الترفيهي، مهرجان العلا للاستجمام والاسترخاء، مهرجان فنون العلا، مهرجان سماء العلا، مهرجان المماليك القديمة، والعديد من الفعاليات والاحتفاليات المنفردة.

 

من هنا تظهر أهمية منطقة العلا كواحدة من أبرز المدن والمعالم الثقافية في المملكة العربية السعودية، فهي بالإضافة لكونها مدينة تاريخية شاهدة على حقبات و حضارات عديدة، فهي في الوقت نفسه حاضنة للفنون والترفيه والمشاريع المتطورة التي تتلائم وتوجهات المملكة المستقبلية.