المسار الرياضي في الرياض

 

تواصل المملكة العربية السعودية تحقيق إنجازات نوعية ضمن رؤية 2030، والتي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الرفاهية العامة للمجتمع. ومن بين المشاريع الطموحة التي تُجسد هذه الرؤية، يبرز المسار الرياضي في الرياض كأحد أهم المشروعات التنموية التي تعيد تشكيل بيئة المدينة بأسلوب عصري يدمج بين الرياضة، الطبيعة، والاستدامة البيئية. يمتد هذا المسار على طول 135 كيلومتر، ويهدف إلى خلق بيئة مثالية لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية والترفيهية.

 

 

رؤية المشروع وأهدافه

يأتي المسار الرياضي كجزء من مشاريع الرياض الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بإشراف مباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها:

  • تحسين جودة الحياة: من خلال توفير بيئة رياضية متكاملة تعزز النشاط البدني وتشجع السكان على تبني نمط حياة صحي.
  • تعزيز الاستدامة البيئية: عبر زراعة الأشجار والمساحات الخضراء، مما يسهم في تنقية الهواء وخفض درجات الحرارة في المدينة.
  • تحقيق التنمية العمرانية المتوازنة: عبر تطوير مساحات استثمارية وترفيهية على طول المسار، مما يسهم في تحسين البنية التحتية للمدينة.
  • رفع تصنيف الرياض بين المدن العالمية: من خلال إنشاء مشاريع حضرية متكاملة تعكس التطور الذي تشهده المملكة.

الموقع والامتداد الجغرافي

يمتد المسار الرياضي من وادي حنيفة في غرب الرياض وصولاً إلى وادي السلي في شرقها، ماراً عبر طريق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. ويعد هذا الامتداد استراتيجي، حيث يربط بين الأحياء السكنية والمراكز التجارية، مما يسهل الوصول إليه من مختلف مناطق الرياض.

 

 

المكونات الرئيسية للمسار الرياضي

يتميز المسار الرياضي بتصميم متكامل يشمل مختلف المرافق والبنية التحتية التي تلبي احتياجات جميع أفراد المجتمع، ومنها:

  • مسارات للمشي والجري: تمتد لمسافات طويلة، ويتيح لعشاق الرياضة ممارسة تمارينهم اليومية في بيئة آمنة ومريحة.
  • مسارات مخصصة للدراجات الهوائية: تهدف إلى تشجيع استخدام الدراجات كوسيلة نقل صديقة للبيئة، حيث تم تزويد المسارات بالبنية التحتية اللازمة لضمان السلامة والراحة.
  • مناطق مخصصة لركوب الخيل: تعد من الإضافات الفريدة التي تميز المسار، حيث توفر تجربة مميزة لمحبي الفروسية.
  • مساحات خضراء وحدائق عامة: تغطي أكثر من 4 ملايين متر مربع، حيث يخلق بيئة هادئة ومريحة للمشي والتنزه.
  • مرافق رياضية متنوعة: تشمل أكثر من 50 موقع  لممارسة الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم، التنس، الرياضات القتالية، والتسلق.
  • معالم فنية وثقافية: تضم أعمال فنية ومجسمات تعكس الثقافة السعودية، مما يضفي بعد جمالي على المسار.
  • مناطق استثمارية: تمتد على مساحة 2.3 مليون متر مربع، حيث توفر فرص استثمارية للمقاهي، المطاعم، والمتاجر.

البعد البيئي والاستدامة في المسار الرياضي

يعد المسار الرياضي نموذج رائد في تعزيز الاستدامة البيئية، حيث تم تصميمه بطريقة تساهم في الحد من التلوث وتعزيز الغطاء النباتي في الرياض. ومن أبرز الجوانب البيئية في المشروع:

  • زراعة أكثر من 120,000 شجرة، مما يسهم في تحسين جودة الهواء وخفض درجات الحرارة.
  • تقنيات ري حديثة تعتمد على إعادة تدوير المياه، مما يضمن الاستدامة وتقليل استهلاك الموارد الطبيعية.
  • تصميمات صديقة للبيئة تأخذ في الاعتبار تقليل البصمة الكربونية وتحسين جودة الحياة في المناطق الحضرية.


 

مراحل تنفيذ المشروع والتطورات الحالية

تم التخطيط لتنفيذ المسار الرياضي على عدة مراحل، حيث بدأ العمل عليه في عام 2019، وافتُتحت المرحلة الأولى منه في عام 2025. وشملت هذه المرحلة تطوير خمس وجهات رئيسية، منها:

  • وادي حنيفة: يضم مسارات طبيعية تمتد بين الأشجار والمناطق الجبلية، ويوفر بيئة مناسبة لممارسة الرياضة في الهواء الطلق.
  • منطقة الـPromenade: تمثل منطقة حيوية تضم مرافق ترفيهية ومقاهي ومطاعم تطل على المسار الرياضي.
  • تقاطع طريق الأمير محمد بن سلمان مع طريق الأمير تركي الأول: نقطة مركزية توفر خدمات متنوعة للمشاة وراكبي الدراجات.
  • الحلقة الداخلية لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن: تضم مسارات رياضية مخصصة للطالبات ولعموم المجتمع.
  • منتزه الرمال الرياضي: يشمل مرافق رياضية متخصصة في أنشطة مثل التسلق والرياضات الصحراوية.

التأثير المتوقع للمسار الرياضي على المجتمع

يُتوقع أن يسهم المسار الرياضي في تحقيق تأثير إيجابي على عدة أصعدة:

  • تحسين الصحة العامة: من خلال تشجيع الأنشطة البدنية والمساهمة في الحد من أمراض السمنة وأمراض القلب.
  • دعم الاقتصاد المحلي: عبر تحفيز السياحة الداخلية وزيادة الفرص الاستثمارية على طول المسار.
  • تحقيق التوازن العمراني: من خلال توفير بيئات حضرية مستدامة تلبي احتياجات السكان المختلفة.

 

يمثل المسار الرياضي في الرياض إحدى أبرز المبادرات الحضارية التي تعكس التقدم الذي تشهده المملكة، حيث يجمع بين الرياضة، الاستدامة، والثقافة في مشروع واحد. ومع اكتمال جميع مراحله، من المتوقع أن يصبح هذا المسار نموذج عالمي للمدن الذكية والمستدامة، لجعل الرياض وجهة رياضية وترفيهية متكاملة تعزز من مكانتها بين أفضل مدن العالم.