مجموعة "وايت كريسماس" من سوثبيز: المجموعة الخاصة لكاثرين و بينغ كروسبي في نيويورك
تُعد قصة كاثرين و بينغ كروسبي من كلاسيكيات هوليوود. فقد تمتع هذا الثنائي الشهير بشراكة متينة طوال زواجهما الذي دام عشرين عاماً، حيث جمعهما شغف مشترك بالترفيه والفن والتذكارات والأعمال الخيرية، وكل ذلك سينعكس بشكل رائع في المجموعة الخاصة التي تُشرف عليها دار سوثبيز، والتي ستُعرض في مزاد علني في ديسمبر المقبل في نيويورك.
قلما تُثير أغنية ما الحنين إلى الماضي مثل أغنية بينغ كروسبي "وايت كريسماس". فهذه الأغنية الخالدة، التي تُعبر عن الشوق والدفء والأمل، لا تزال واحدة من أشهر أغاني القرن العشرين، حيث تعد رمزاً للفرح الهادئ والتأمل والعاطفة التي تُميز موسم الأعياد. وبالمثل يُقدم مزاد سوثبيز القادم روحاً مماثلة، "وايت كريسماس" حيث يلتقي التاريخ والعاطفة والأناقة في مجموعة نادرة من كنوز عائلة كروسبي الشخصية.

إرث هوليوودي خالد يتم الكشف عنه
احتفاءً بإرث أسطورة هوليوود، تعاونت دار سوثبيز مع أبناء كروسبي لحفظ ذكريات والديهم ومشاركتها، أولئك الذين أثروا في العالم بطرق لا تُحصى، وألهموا أجيالاً، وساهموا في تشكيل العصر الذهبي للترفيه الأمريكي.
تُسلّط هذه المجموعة، المختارة من مقتنيات عائلة كروسبي الخاصة، الضوء على تشكيلة رائعة من القطع التي جمعها الزوجان على مدى عقود، بما في ذلك أعمال فنية راقية، وأثاث، ومجوهرات، وإبداعات نادرة من علامة فابرجيه، تعكس حياة النجمين المشتركة وشغفهما، وتُبرز العالم الساحر الذي عاش فيه آل كروسبي، بالإضافة إلى القصص التي تقف وراء هذه المجموعة.
يُتيح مزاد "التأرجح على النجم" فرصة فريدة للاطلاع على إرث اثنين من عمالقة هوليوود، بقيمة إجمالية تُقدّر بسبعة ملايين دولار. يقام المزاد في 18 ديسمبر في مبنى بروير، المقر الجديد لدار سوثبيز في الجانب الشرقي الشمالي من مدينة نيويورك. يتزامن المزاد مع موسم الأعياد، وهي لحظة مرتبطة إلى الأبد بسحر كروسبي الكلاسيكي، ومن المقرر أن يقدم مزيجاً متساوياً من السحر والحنين إلى الماضي.
شغف وطموحات عائلة كروسبي
يُعد محور المزاد القادم مجموعة مختارة من أثاث منزل عائلة كروسبي في شمال كاليفورنيا، وهو منزل فخم على الطراز النورماندي يقع على مشارف سان فرانسيسكو، وقد بيع مؤخراً مقابل 25 مليون دولار. هناك عاش الزوجان مع عائلتهما، واستقرا في نمط حياة أكثر هدوءاً مع بدء بينغ كروسبي بالابتعاد عن الأضواء. من أبرز المعروضات بيانو ساتينوود الكبير الذي ظهر في فيلم "هاي سوسايتي"، والذي استُخدم في مقطوعة الجاز التي ألفها كول بورتر وعزفها كروسبي و لويس أرمسترونغ. اقتنى الزوجان البيانو لاحقاً لمنزلهما، ويُقدّر سعره حالياً بين 20,000 و30,000 دولار.
لكن قطع فابرجيه هي التي شكّلت أهم محطات حياة بينغ وكاثرين كروسبي. فضلت كاثرين الفن الذي تتميز به العلامة التجارية واختارت دبوساً مطلياً بالمينا كأول هدية من فابرجيه تلقتها من بينغ كروسبي، وهي هدية مثّلت شغفاً مدى الحياة حيث كان يتم الاحتفال بكل مناسبة خاصة للزوجين بقطعة من فابرجيه.
يضم مزاد نيويورك سبع قطع من مجوهرات الصائغ الروسي، من بينها إطار صورة مرصع باللؤلؤ ومطلي بالمينا الأخضر الليموني، فيه صورة للزوجين وهما يعانقان بعضهما، وعلبة حبوب أرجوانية اللون تشبه بيضة إمبراطورية أهداها نيكولاس الثاني عام ١٩٠٧، وقطعتان ظريفتان، أسد من الكوارتز وفأر من الياقوت، يرمزان إلى خفة ظل الزوجين ومودتهم العميقة لبعضهما.
ومن بين الكنوز الشخصية الأخرى المعروضة في مزاد كروسبي، ساعة طاولة نادرة من باتيك فيليب، مصنوعة من النحاس المطلي بالذهب ومزينة بلوحة مينا كلوازونيه تصور ملعب غولف عالمي. وقد أُهديت هذه الساعة إلى بينغ كروسبي من قبل أصدقائه المقربين تخليداً لأعماله الخيرية، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لبطولة الغولف للمحترفين والهواة التي أُقيمت تكريماً له. تنتمي هذه الساعة إلى سلسلة "بندوليت دوم" الشهيرة من باتيك فيليب، والتي طُرحت في منتصف القرن العشرين. ويُقدر سعرها مابين 15,000 و25,000 دولار أمريكي.
مجوهرات ذات تاريخ عريق
بقدر ما كانت كاثرين كروسبي مسرورة بقطع فابرجيه التي تملكها، كانت مفتونة بنفس القدر بمجوهراتها الثمينة، التي لا مثيل لها من حيث الفن والأصالة. ومن أبرز القطع المعروضة في مزاد كروسبي، زوج أقراط مرصعة بالألماس تعود إلى القرن الثامن عشر، وهي جزء من المجوهرات الإمبراطورية الروسية التي كانت ملكاً للإمبراطورة كاترين العظيمة. صُنعت هذه القطع النادرة على يد لويس دافيد دوفال من جنيف، صائغ مجوهرات الإمبراطورة منذ عام ١٧٦٤، والذي أقام في سانت بطرسبرغ لأكثر من ثلاثة عقود، وهي تُعدّ شاهداً على بذخ روسيا القيصرية.
يأتي الزوج الأول، الذي يعود تاريخه إلى عام 1780، على شكل براعم زهور مغلقة مربوطة بشريط، مرصعة بقطع ألماس دقيقة، ومثبتة بدبابيس ذهبية. ويُقدّر سعره بما بين 20,000 و30,000 دولار أمريكي. أما القطعة الثانية، المنسوبة أيضاً إلى دوفال، مصممة على شكل زهرة نصف متفتحة، مرصعة بالفضة ومزينة بتفاصيل ذهبية، ويُقدر سعرها بين 8,000 و 12,000 دولار أمريكي.
تُشكل هذه القطع جزءاً من مجموعة هامة من مجوهرات الدولة الروسية، وقد اقتناها السيد والسيدة كروسبي عام 1967، شاهدةً على تاريخها العريق، وعظمتها الإمبراطورية، وتقدير عائلة كروسبي العميق لأصولها.
نبذة عن كاثرين و بينغ كروسبي
التقى كاثرين وبينغ ببعضهما في استوديوهات باراماونت عام 1953، وتزوجا بعد أربع سنوات.
في ذلك الوقت، كان كروسبي نجماً لامعاً في شباك التذاكر، حيث بيعت ملايين الأسطوانات، بينما كانت كاثرين غرانت قد وصلت لتوها إلى كاليفورنيا بعد توقيعها عقداً مع باراماونت.
يُعدّ بينغ كروسبي، المغني والممثل والشخصية البارزة في الإذاعة والتلفزيون، أحد أكثر الفنانين تأثيراً في القرن العشرين، بمسيرة فنية امتدت لأكثر من خمسة عقود، تصدّر خلالها قوائم الأغاني 44 مرة، وفاز بجائزة الأوسكار عن أغنية "Going My Way"، وقام ببطولة 104 أفلام، من بينها "White Christmas" و"High Society".
كما تمتعت كاثرين كروسبي بمسيرة فنية ناجحة كممثلة ومقدمة برامج تلفزيونية، حيث شاركت في أكثر من عشرين فيلماً، من بينها "The 7th Voyage of Sinbad" و"Anatomy of a Murder". بعد أن كانت حاضرة بانتظام في البرامج الخاصة المحبوبة لبينغ خلال العطلات، حولت تركيزها لاحقاً إلى العمل الخيري و استضافت بطولة كروسبي الوطنية للغولف.
يحتفي مزاد سوثبيز في نيويورك ليس فقط بإسهامات عائلة كروسبي الفريدة في عالم الثقافة والترفيه، بل أيضاً بروح قصة حب هوليوودية خالدة، تتجلى في الأعمال الفنية والتحف التي كان الزوجان يعتزان بها.
سيُفتتح المعرض للجمهور في صالات عرض سوثبيز بنيويورك، في مبنى بروير، من 13 إلى 17 ديسمبر، ليُتيح لهواة جمع التحف فرصة مشاهدة هذه الأعمال الاستثنائية عن كثب، قبل المزاد في 18 ديسمبر.