ألماس يجذب الاهتمام: "الأزرق المتوسطي" يتصدر مزاد سوثبيز للمجوهرات الفاخرة

 

على مر الأجيال، حافظت دار سوثبيز للمزادات على مكانة فريدة في عالم المجوهرات الفاخرة، حيث أثارت الأحجار الكريمة والألماس والإبداعات النادرة إعجاباً ورغبةً ودهشةً عبر العصور. وتظل دار المزادات بوابة دائمة لأثمن الكنوز، قطع تمزج بين منشأ أصيل لا مثيل له وجمال استثنائي فريد من نوعه.

في الأشهر الأخيرة، قررت إدارة قسم المجوهرات في دار سوثبيز إعادة تحديد وتصميم عملها في مجال المجوهرات من خلال عدة مبادرات رئيسية. هذا التحرك الاستراتيجي يشهد إعادة تصور مبيعات المجوهرات الرائعة تحت عنوان "المجوهرات الفاخرة" وهو اسم يتناسب مع حجم العرض ورؤية الدار الأوسع للنمو. يأتي هذا التحول في العلامة التجارية جنباً إلى جنب مع صيغ وخدمات محسنة موجهة لعملاء دوليين من أصحاب الذوق الرفيع. تتميز علامة سوثبيز التجارية بالاستمرارية والثبات والقيمة، مع التزامها بالجودة الاستثنائية، والندرة، والمعايير المثالية للخدمة التي تحدد هوية الدار.


 

مزاد جنيف الرئيسي – مزاد المجوهرات القَيمة

في مايو هذا العام، يَعد مزاد جينيف الرئيسي بأن يكون حدثاً استثنائياً بكل المقاييس. باعتبارها مركزاً عالمياً للمزادات الخاصة بالمجوهرات الفاخرة، ستستضيف سوثبيز جنيف مرة أخرى عرضاً لمجموعات من أبرز دور المجوهرات الرفيعة تستحق أن تُعرض في المتاحف. ستزين الغرفة قطع ألماس استثنائية وأحجار كريمة ملونة لامعة، يتم تتويجها بظهور حجر من الممكن أن يصبح أسطورة، إنه الحجر الأزرق المتوسطي.

ألماسة "فانسي فيفيد بلو" التي تم اكتشافها حديثاً وصقلها لتأخذ شكلاً وسطياً رائعاً تُعد من بين أبرز الألماس الملون الذي يُعرض في مزاد سوثبيز على الإطلاق. إن وجود هذه الألماسة يرفع المزاد إلى لحظة تاريخية في محفظة الدار المرموقة.

كل جوهرة تخضع لفحص دقيق من قبل متخصصين عالميين، وغالباً ما يتم دعمها بتقارير مختبرية، بما في ذلك تقارير من معهد الأحجار الكريمة الأمريكي (GIA). وقد حققت غرفة مزادات جنيف، مرة بعد مرة، نتائج قياسية، بدءاً من المجوهرات الأسطورية لدوقة وندسور إلى 175 مليون دولار التي تم تحقيقها في عام 2016، وهو رقم قياسي عالمي لأي مزاد مجوهرات.

مزاد المجوهرات الرفيعة القادم ليس مجرد حدث بل دعوة لمتابعة تاريخ يُصنع أمام أعيننا.

 

الأزرق المتوسطي العظيم

من بين أعظم عجائب الطبيعة، قليلٌ من الأحجار قادرة على الإبهار كما يفعل الألماس. ومع ذلك من بين هذه السلالة التاريخية من الكنوز، تبرز جوهرة واحدة لتتوج بالتميّز الفريد، إنها جوهرة الأزرق المتوسطي. بوزن رائع يبلغ 10.03 قيراطاً، ستتخذ هذه الألماسة "فانسي فيفيد بلو" مكانها في مقدمة مزاد سوثبيز للمجوهرات الرفيعة القادم في جنيف. إنها معجزة من الندرة والجمال، وليس من المبالغة وصفها بأنها مدهشة، وهو الوصف الذي يتردد مراراً وتكراراً على لسان ذواقي هذه القطع والجامعين وعشاق المجوهرات الذين حالفهم الحظ في التواجد بالقرب من هذه الجوهرة.

تعد الألماسات الزرقاء حدثاً استثنائياً في عالم الطبيعة، حيث تمثل 0.3% فقط من إجمالي الألماس. ومن بين تلك النسبة، نادراً ما يحصل عدد قليل على تصنيف "فانسي فيفيد بلو". إن لونها الساحر الذي يُعزى غالباً إلى العناصر الدقيقة من البورون داخل هيكل بلورة الحجر، يُعتبر ندرة جيولوجية في حد ذاته. لكن جاذبيتها لا تكمن فقط في العلم بل إنها شيء أكثر تفوقاً، فكلما كان اللون الأزرق أعمق، كلما استحضرت مفاهيم النقاء، الغموض، والأناقة التي تتحدى الزمن.

يرافق حجر الأزرق المتوسطي تقرير من معهد الأحجار الكريمة الأمريكي (GIA) يُصادق على تصنيفه كألماس "فانسي فيفيد بلو" من اللون الطبيعي، مع درجة نقاء VS2. علاوة على ذلك يتضمن تقرير مونوغراف من GIA أُعد خصيصاً لهذا الحجر، استكشافًا لأصله الاستثنائي، وتركيبه الكيميائي، ومكانته في عالم علم الأحجار الكريمة. وصفه التقرير بأنه مثال رائع على واحدة من أندر وأجمل تعبيرات الألوان في الطبيعة، كما يكشف التقرير أن الألماس الأزرق يتكون بشكل أعمق في جوف الأرض مقارنة بأي نوع آخر.

وربما الأهم من ذلك، تشير نتائج GIA إلى وجود رابط طبيعي بين الألماس الأزرق والمياه البحرية الواسعة. الأزرق المتوسطي هو ببساطة كنز لا مثيل له.

 

تحفة من تشكيل الزمن والأيدي

تم اكتشاف الأزرق المتوسطي في حقول الألماس بجنوب افريقيا، وبدأت رحلته كحجر خام بوزن 31.93 قيراطاً. وعلى مدار أكثر من ستة أشهر من العمل الدقيق والشاق، مرّ هذا الحجر بتحول يتسم بالرقة والدقة، ليُصبح في النهاية ألماسة بتقطيع ذات بريق وجمال مميز. وقد تم توثيق التحول بالكامل، مما يوفر سجلاً بصرياً نادراً لتطور الحجر من حالته الطبيعية إلى جوهرة مصقولة ذات سلالة استثنائية.

يعد تقطيع الألماس الأزرق من بين أكثر التخصصات تطلباً في عالم الأحجار الكريمة الرفيعة. وعلى عكس الألماس عديم اللون، يظهر الألماس الأزرق عادة كبلورات غير منتظمة وغير متماثلة مع توزيع غير متساوٍ للون. إن تحقيق التوازن بين الشكل واللون يتطلب فهماً عميقاً للبنية البلورية للحجر، جنباً إلى جنب مع مستوى من المهارة التي لا يمتلكها سوى القليل. في هذه المهنة لا مجال للخطأ، فخطأ واحد قد يهدد قيمة الحجر وبريق لونه.

لإظهار الجمال الكامل للأزرق المتوسطي، تم إعادة تصور التقنيات القديمة مع لمسات حديثة. تم اختيار شكل "الكوشن" الذي يتمتع بتاريخ طويل ويستحضر روائع تاريخية مثل "ريجون" و"كالينان II"، كأكثر الأشكال ملاءمة. إذ يسمح شكله المنحني برفق وتماثله المثالي للون "فانسي فيفيد بلو" بالتألق بشدة استثنائية، مما يكشف عن شخصية الجوهرة ببراعة.

النتيجة هي ألماسة تتمتع بتميّز نادر لدرجة أنها تتحدى التصنيف البسيط. تم تصنيفها على أنها "خالٍ من العيوب داخلياً" من قبل GIA و بوزن 10.03 قيراطاً، لتكون مثالاً حقيقياً في أندر تصنيفات الألوان.

 

يعد الأزرق المتوسطي انتصاراً للرؤية، والتراث، والحرفية بكل معنى الكلمة. فهو أكثر من مجرد جوهرة، إنه رمز. في كل من لونه واسمه، يستحضر الهدوء، القوة، والحضور.

في أبريل هذا العام يبدأ الأزرق المتوسطي جولة كبرى، تبدأ في 8 أبريل في جزيرة السعديات، المنطقة الثقافية في أبوظبي، مع معارض لاحقة في نيويورك وهونغ كونغ. وتختتم رحلته في جنيف في 10 مايو، قبيل مزاد المجوهرات الرفيعة في 13 مايو، حيث ينتظر مالكه الجديد.