دور الهيئة العامة للترفيه وأبرز مهامها وأنشطتها
تعد الهيئة العامة للترفيه المسؤولة الرئيسية عن تنظيم وتطوير قطاع الترفيه في المملكة العربية السعودية، حيث تلتزم بترخيص الفعاليات الترفيهية والإشراف عليها. يأتي دور الهيئة استجابة لتطلعات المملكة في تحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى تعزيز جودة الحياة من خلال توفير خيارات ترفيهية متعددة ومتنوعة، تلبي احتياجات جميع فئات المجتمع السعودي، وتشجع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال الواعد. إلى جانب ذلك، تسعى الهيئة إلى جذب الكفاءات المحلية وتطويرها من خلال برامج تدريبية متقدمة، لتكوين كوادر قادرة على دعم نمو قطاع الترفيه في المملكة.
المقر الرئيسي للهيئة العامة للترفيه واستقلاليتها التنظيمية
تعمل الهيئة العامة للترفيه من مقرها الرئيسي في الرياض، وتتمتع بشخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري، مما يتيح لها القدرة على اتخاذ قرارات فعالة لتنفيذ استراتيجياتها المتعلقة بتنمية قطاع الترفيه. الهيئة تتبع تنظيمياً لرئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، مما يعزز تكامل دورها مع الخطط الاقتصادية للمملكة. كما أن للهيئة مجلس إدارة مسؤول عن الإشراف على كافة أنشطتها وأعمالها، ويُعين رئيس مجلس الإدارة بأمر ملكي مباشر، مما يعكس أهمية هذه الهيئة في التنمية الشاملة للمملكة.
تأسيس الهيئة العامة للترفيه وتطورها التنظيمي
أُنشئت الهيئة العامة للترفيه بموجب أمر ملكي صادر عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتاريخ 30 رجب 1437هـ (7 مايو 2016م). وبدأت الهيئة عملها بعد اعتماد ترتيباتها التنظيمية الأولى في العام نفسه. ومع مرور الوقت، تطورت الهيئة لتواكب التغيرات السريعة في مجال الترفيه، حيث صدر في عام 1440هـ (2019م) تنظيم جديد للهيئة، بناءً على قرار من مجلس الوزراء. هذا التنظيم الجديد حل محل التنظيم السابق، وشمل تعديلات تهدف إلى تعزيز دور الهيئة في تطوير قطاع الترفيه بالمملكة وجعله أكثر استدامة.
الإنجازات البارزة للهيئة العامة للترفيه
حققت الهيئة العامة للترفيه العديد من الإنجازات الكبرى منذ تأسيسها، من بينها تنظيم فعاليات ترفيهية ضخمة مثل موسم الرياض في نسخه العديدة، الذي اجتذب الملايين من الزوار من داخل المملكة وخارجها. كما أطلقت الهيئة برنامج "عطر الكلام"، الذي يُعد الأول من نوعه في العالم، حيث يجمع بين تلاوة القرآن الكريم ورفع الأذان. شارك في هذه المسابقة العالمية أكثر من 40 ألف متسابق من جميع أنحاء العالم، وتجاوزت قيمة جوائزها 12 مليون ريال سعودي.
إضافة إلى ذلك، نفذت الهيئة مبادرات تدريبية واسعة، مثل مبادرة صناع السعادة، التي تهدف إلى تأهيل أكثر من 100 ألف شاب وشابة للعمل في قطاع الترفيه، وذلك عبر مجموعة متنوعة من المسارات. كما أطلقت الهيئة برنامج "قادة الترفيه"، الذي يهدف إلى تأهيل 30 قائد في مجال الترفيه، ليكونوا نواة لتطوير القطاع في المستقبل.
الفعاليات المتنوعة التي نظمتها الهيئة العامة للترفيه
نظمت الهيئة العامة للترفيه مجموعة واسعة من الفعاليات التي شملت جميع أشكال الترفيه، مثل فعاليات الرياض بوليفارد سيتي التي تضمنت حفلات غنائية، عروض موسيقية، مسرحيات، وفعاليات للأطفال. كما نظمت الهيئة عروض المصارعة الحرة WWE، والنافورة الراقصة، ومهرجان القناع، ومهرجان جدة للجميع، وبطولة شتاء الرياض. تلك الفعاليات نجحت في جذب أعداد هائلة من الزوار، حيث وصل عدد زوار الفعاليات الترفيهية التي نظمتها الهيئة منذ تأسيسها وحتى عام 2024 إلى أكثر من 75 مليون زائر.
عائدات قطاع الترفيه وتأثيره الاقتصادي
شاركت في الفعاليات الترفيهية التي نظمتها الهيئة أكثر من 2,500 شركة عاملة في قطاع الترفيه. هذه الفعاليات لم تقتصر على تنمية الحياة الترفيهية في المملكة فحسب، بل أسهمت في تعزيز الاقتصاد الوطني. حيث بلغ إجمالي العائدات التي حققها قطاع الترفيه أكثر من مليار ريال، مما يعكس التأثير الكبير لهذا القطاع على الاقتصاد السعودي.
المبادرات والبرامج التي أطلقتها الهيئة العامة للترفيه
قدمت الهيئة العامة للترفيه العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دعم قطاع الترفيه في المملكة، من أبرزها مبادرة قصص النجاح التي تسلط الضوء على الشخصيات الرائدة في مجال الترفيه. كما أطلقت الهيئة مسرعة أعمال الترفيه، التي تهدف إلى دعم الشركات الناشئة في هذا المجال. ومن خلال منصة "عيشها"، توفر الهيئة للجمهور كافة المعلومات المتعلقة بالفعاليات والأنشطة الترفيهية التي تقام في مختلف مناطق المملكة.
كما قدمت الهيئة برنامج الحصن، الذي استلهم تصميمه من البرامج اليابانية الشهيرة، إضافة إلى البرنامج الوطني لاكتشاف المواهب الترفيهية "تحديات الترفيه"، الذي يهدف إلى اكتشاف ودعم المواهب في مختلف مجالات الترفيه.
تراخيص وخدمات الهيئة العامة للترفيه
تقدم الهيئة العامة للترفيه مجموعة متنوعة من التراخيص والخدمات التي تدعم قطاع الترفيه. تشمل هذه التراخيص: ترخيص المراكز الترفيهية، تشغيل المرافق الترفيهية، إدارة وتطوير المواهب الفنية، تنظيم الحشود، بالإضافة إلى تصاريح للفعاليات الترفيهية والعروض الحية في المطاعم والمقاهي، وترخيص مدن الملاهي. الهيئة تسعى من خلال هذه التراخيص إلى ضمان تنظيم فعّال للقطاع، وضمان التزام جميع الأطراف المعنية بمعايير الجودة والسلامة.
القطاعات والإدارات التابعة للهيئة العامة للترفيه
تضم الهيئة تحت مظلتها مجموعة من القطاعات والإدارات التي تعمل بشكل تكاملي لتحقيق أهدافها. من بين هذه القطاعات: الإدارة العامة للشؤون القانونية والالتزام، الإدارة العامة للمراجعة الداخلية والمخاطر، قطاع الخدمات المشتركة، قطاع الاستراتيجية، قطاع المالية، وقطاع التطوير. إضافة إلى ذلك، يشمل قطاع العمليات، الذي يتولى متابعة سير العمل وتنفيذ الأنشطة والفعاليات بشكل فعال ومتناغم.
الاعتراف الدولي بشهادات الجودة
في مارس 2021، حصلت الهيئة على شهادة الجودة "آيزو" في نظام إدارة خدمات تقنية المعلومات، التي قدمها المعهد البريطاني للمعايير (BSI). تعتبر هذه الشهادة معيار دولي معترف به، حيث تركز على تقنية المعلومات وكيفية إدارتها لخدمات الترفيه بشكل مبتكر ومستدام.
الأرقام القياسية التي حققتها الهيئة العامة للترفيه في موسوعة "غينيس"
حققت الهيئة العامة للترفيه إنجازات استثنائية في مجال الترفيه، حيث سجلت العديد من الأرقام القياسية في موسوعة غينيس، من بينها مهرجان أوتلت 2022 الذي تم الاعتراف به كأكبر "أوتلت" مؤقت في العالم بمساحة تزيد عن 145 ألف متر مربع. كما سجلت فعاليات نور الرياض خمسة أرقام قياسية، بفضل عرض "نبض من النور"، الذي تميز باستخدام تقنيات الليزر الحديثة.
في موسم الرياض 2022، سجلت الهيئة 4 أرقام قياسية جديدة، من بينها استخدام تقنية الهولوغرام في تسجيل 100 أغنية، وعرض أكبر مجسم لسيارة فورمولا 1 مصنوع من نصف مليون مكعب ليغو. بالإضافة إلى ذلك، حققت الزحليقة العملاقة في بوليفارد رياض سيتي رقمين قياسيين عالميين، كونها الأطول والأكثر تعقيداً في التصميم، بارتفاع يصل إلى 22 متر وطول يبلغ 117 متر.
منذ تأسيسها، ساهمت الهيئة العامة للترفيه في تحويل المملكة العربية السعودية إلى وجهة رئيسية للترفيه والسياحة العالمية. من خلال الفعاليات الضخمة، والمبادرات الرائدة، والبرامج التدريبية، تسهم الهيئة في بناء قطاع ترفيهي متكامل ومستدام، يعزز من مكانة المملكة على الخريطة الترفيهية العالمية، ويحقق الأهداف الطموحة لرؤية 2030.