تمتاز المملكة العربية السعودية بتنوع لافت في المناخ والتضاريس, حيث تتعدد الخيارات الطبيعية فيها على امتداد الخارطة السعودية, الأمر الذي جعل منها مؤخراً نقطة جذب سياحي وترفيهي هامة على مدار العام, فالقادم إلى المملكة يستطيع قضاء يوم في الصحراء من ثم ينتقل إلى إحدى الجبال أو الجزر, في مشهد حقيقي يعبر عن التنوع الطبيعي هناك
واحدة من أهم هذه العناصر البيئية في المملكة العربية السعودية هي الجزر الموجودة في البحر الأحمر, ولعل أهمها جزيرة فرسان التي تقع في الجنوب الغربي قبالة شاطئ مدينة جازان على البحر الأحمر, وهي ضمن أرخبيل يعرف باسم "جزر فرسان" يتألف من حوالي 200 جزيرة مختلفة الأحجام تمتاز بعناصر طبيعية ساحرة وتنوع حيوي مبهر, و تعتبر أكبر الجزر في السعودية وثاني أكبر الجزر في البحر الأحمر بعد جزيرة دهلك في إريتريا
وتوفر فرسان تجارب استثنائية لزوارها, حيث تضم شعب مرجانية وغابات وشاطئ رملي نظيف ومياه صافية, الأمر الذي أكسبها لقب مالديف السعودية. تتنوع الحياة البحرية هناك بشكل مبهر حيث الشعب المرجانية الغير مكتشفة بالكامل, والأنواع المختلفة للأسماك منها السمكة الببغائية التي يحتفل بها السكان كنوع من الطقوس والعادات في الربيع, إضافة إلى أسماك القرش وأسماك من نوع مانتا والسلاحف البحرية
تعد فرسان ذات أهمية طبيعية وتاريخية, حيث تعود آثار الحياة الإنسانية على هذه الجزيرة إلى القرن الأول قبل الميلاد, حيث تعاقبت عدة حضارات وشعوب عليها منهم الرومانيين والعثمانيين والعرب, الأمر الذي يبدو جلياً في أشكال وتصاميم البيوت الموجودة هناك. وبقايا المعالم التاريخية التي تدل على وجود إرث ثقافي إنساني
إضافة لكونها محمية بحرية, تتمتع فرسان أيضاً بعناصر برية هامة منها غابات المنغروف التي تعتبر موطناً للعديد من الطيور أبرزها طائر العقاب و صقر الغروب والبجع الرمادي والنورس الأبيض العين وغيرها الكثير, إضافة إلى غزال جزر فرسان المهدد بالانقراض
توفر الجزيرة لزوارها شاليهات وخيارات إقامة مع مجموعة من الأنشطة المتنوعة أبرزها جولة بالقارب لاكتشاف غابات المنغروف التي تشتهر بها والتي نادراً مانراها في بلد مثل المملكة العربية السعودية, حيث المياه هناك تساعد على توافر هذا النوع من الأشجار بكثرة. واحدة من الأنشطة الأخرى هي زيارة الحصن العثماني الموجود أعلى قمة صخرية هناك, حيث يوفر للزوار إطلالة رائعة على البحر الأحمر ومعالم الجزيرة الأخرى