تجمع بريطاني مثير: أربع سيارات أستون مارتن مميزة في مزاد آر إم سوثبيز في كليفدن هاوس

 

في صيف عام ٢٠٢٤، أطلقت آر إم سوثبيز أول مزاد صيفي لها على الإطلاق في كليفدن هاوس الأنيق، وهو عقار إنجليزي ذو تاريخ حافل بالتألق والأحداث. وقد حقق هذا المزاد نجاحاً باهراً، مما دفع إلى عودة الحدث في يوليو المقبل، ليُقام مجدداً في أحضان هذا الفندق الريفي الشهير.

شهد كليفدن هاوس على مر القرون أحداثاً عديدة. واليوم، يُعتبر واحداً من أروع ملاذات الريف في إنجلترا، حيث يرحب بالضيوف الذين ينجذبون إلى جماله الكلاسيكي وماضيه العريق. في يوليو، سيستضيف العقار مجموعة رائعة من سيارات هواة الجمع في أجواء تُشبه حفلاً موسيقياً راقياً.

سيُقام المزاد في 8 يوليو 2025، وسيضم تشكيلة واسعة من السيارات من مختلف العصور، بدءاً من السيارات الكلاسيكية القديمة وصولاً إلى السيارات الخارقة الحديثة عالية الأداء. ومن أبرز المعروضات أربع سيارات أستون مارتن مميزة، تُمثل كل منها فصلاً مختلفاً في تاريخ هذه العلامة التجارية البريطانية الأسطورية.

 

 

أستون مارتن "دي بي 5" المكشوفة موديل 1964

نادراً ما تُضاهي أستون مارتن "دي بي 5"، التي اشتهرت بظهورها في أفلام جيمس بوند، سيارات عالمية أخرى، ومع ذلك تُعد دي بي 5 المكشوفة أكثر تميزاً، حيث صُنع منها 84 نسخة فقط لأسواق السيارات ذات القيادة اليمنى مثل المملكة المتحدة، بينما صُنعت 39 نسخة فقط منها لأسواق القيادة اليسرى.

سُلّمت هذه السيارة لأول مرة إلى شركة في لندن عام 1964. ثم انتقلت إلى أحد رجال إسيكس، ثم إلى ألمانيا عام 1999، حيث استحوذ عليها مالكها الحالي. قبل إتمام عملية الشراء، كُلِفَ المالك الجديد بترميمها بالكامل. استُبدل طلاء البلاتين الأصلي ومقاعد الجلد الأسود بلمسة نهائية كلاسيكية من الخشب الفضي وجلد داخلي أحمر داكن، مما نتج عنه مزيج مذهل. وشملت التحديثات الميكانيكية قضبان جديدة مانعة للانقلاب، وعلبة تروس، ومحور خلفي مُعاد تصميمه. في عام 2008، عادت السيارة إلى المملكة المتحدة لاستبدال المحرك بالكامل وإجراء المزيد من التعديلات.

ستُطرح سيارة DB5 المكشوفة هذه مع كتلة محرك احتياطية، وأدوات أصلية، ووثائق قديمة من أستون مارتن. ورغم أنها لم تظهر في فيلم جيمس بوند، إلا أنها تحمل بالتأكيد نفس أجواء الأناقة و الحصرية والرقي البريطاني.

 

نموذج أستون مارتن "دي بي 4" الأولي "DP 114/2" عام 1957

في أواخر خمسينيات القرن الماضي، كانت أستون مارتن تعمل على طراز جديد يحاكي طراز "دي بي مارك 3". واجهت محاولتهم الأولى مع "دي بي 114"، مشاكل أثناء الاختبار، فاستبدلت بالنموذج الأولي المُحسن "دي بي 114/2". تميزت هذه السيارة بهيكل ونظام تعليق مبتكرين، ولكن تم التخلي عنها في 

النهاية عند الحاجة إلى المزيد من التعديلات.

بدلاً من التخلص من السيارة، أعادت أستون مارتن استخدامها لزوجة السير ديفيد براون. طُليت السيارة باللون الأبيض مع مقصورة زرقاء، ولُقبت بـ"عربة مثلجات وولز" وبقيت في حوزة السيدة براون حتى عام 1962. بعد أن انتقلت ملكيتها عدة مرات، تدهورت حالة السيارة بحلول سبعينيات القرن الماضي، حتى اشتراها فني سابق في أستون مارتن يُدعى إيفور هاولز مقابل 600 جنيه إسترليني فقط وبدأ بترميمها. 

في ثمانينيات القرن الماضي، حُوِّلت إلى سيارة سباق، ثم استعادتها أستون مارتن. وتبع ذلك مشروع ترميم استمر خمس سنوات، حوّلها إلى سيارة عرض مرة أخرى. حتى أنها ظهرت في البرنامج التلفزيوني البريطاني الشهير "توب جير". الآن، وبعد طلائها باللون الأخضر والتصميم الداخلي المطابق، تبقى هذه السيارة قطعة نادرة وساحرة في تاريخ أستون مارتن، كنموذج أولي فريد من نوعه، بقصة آسرة.

 

أستون مارتن فانكويش زاغاتو كوبيه 2017

تُعد فانكويش زاغاتو كوبيه ثمرة تعاون مميز بين أستون مارتن ودار التصميم الإيطالية الشهيرة زاغاتو. واستناداً إلى الجيل الثاني من فانكويش، تتميز هذه النسخة بخطوطها المنحوتة وتفاصيلها الأنيقة التي تجعلها مميزة بحق. لم يُصنع منها سوى 99 سيارة فقط، مما يجعلها قطعةً ثمينة واستثنائية.

يتميز هذا النموذج بلونه الأسود، مع مقصورة داخلية سوداء بالكامل مصنوعة من الجلد الفاخر. وتضفي شعارات زاغاتو الرقيقة لمسةً من التميز على السيارة. والأكثر إثارة للإعجاب، أنها تأتي مع باقة "فيلا ديستي" المميزة، والتي تتضمن لمسات ذهبية على العجلات، والشعارات، وفتحات التهوية، وتطعيمات عجلة القيادة.

سُلمت السيارة لأول مرة في أوائل عام 2017، واستلمها مالكها الحالي في ديسمبر من العام نفسه. قطعت السيارة 1768 ميلاً فقط، وهي لا تزال في حالة ممتازة. خضعت للصيانة الدورية، آخرها في يناير 2025. لمن يبحث عن سيارة كلاسيكية عصرية بتصميم وأداء مذهلين، تُعد سيارة فانكويش زاغاتو خياراً مثالياً.



أستون مارتن إنترناشونال، موديل 1930، سعة 1.5 لتر.

شهدت ثلاثينيات القرن الماضي نقطة تحول في السنوات الأولى لشركة أستون مارتن. فبعد صعوبات مالية، أنقذ أوغسطس بيرتيلي و ويليام رينويك الشركة، حيث جلبا معهما محركاً جديداً سعة ١.٥ لتر. كان طراز إنترناشونال من أوائل الطرازات التي عرضت هذا المحرك، وسرعان ما اشتهر بقوته وتحكمه الرياضي وإمكانياته في السباقات.

اكتمل بناء هذا الطراز، ذو الهيكل رقم S73، في نوفمبر 1930 بتصميم خارجي أسود اللون وداخلية من الجلد الأحمر. على الرغم من أن تاريخ ملكيتها المبكر غير مكتمل التوثيق، إلا أنها كانت مرتبطة في السابق بأحد أفراد الفوج الملكي الخاص بالملك، وحصلت على المركز الثاني في مسابقة بلفيدير للسيارات عام 1970. في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نُقلت السيارة إلى ألمانيا، حيث خضعت لترميم كامل بين عامي 2006 و2011. تولى المتخصصان الشهيران روس للهندسة (المعروفة الآن باسم إميل فراي) وإيكوري بيرتيلي أعمال الترميم الميكانيكية و هيكل السيارة. واليوم، تُعد السيارة مناسبة للقيادة والعرض، مما يتيح لمالكها التالي فرصة نادرة لتجربة أروع ما في عالم السيارات البريطانية قبل الحرب.