مزاد تاريخي في دار سوثبيز بجنيف يحتفي بمرور 250 عاماً على تأسيس علامة بريجيه

 

يُعتبر أبراهام لويس بريجيه أهم شخصية في تاريخ صناعة الساعات، فهو صاحب رؤية خالفت ما هو مألوف في عالم التصميمات، حيث جمع بين البراعة التقنية والشكل الأنيق والمواد النادرة. ولا تزال ساعاته تُعرف بالإبداع والأهمية، والحس العميق بالأناقة المتجذر في الغرض والابتكار. ساعة بريجيه لا تُشير إلى الوقت فحسب، بل تُعبر عن الشخصية الفريدة. في عالم صناعة الساعات الفاخرة المتغير باستمرار، قلما تحمل أسماء نفس القدر من الأهمية أو الغموض.

سيُظهر مزاد سوثبيز القادم سبب بقاء اسم بريجيه مؤثراً اليوم كما كان قبل 250 عاماً.

 

 

 أعوام بريجيه ال 250 حاضرة مع سوثبيز في جنيف

في نوفمبر المقبل، تستضيف دار مزادات سوثبيز فعالية بارزة تحتفي بإرث "بريجيه" العريق في صناعة الساعات، والذي يمتد لـ 250 عاماً. ويُختتم الحدث بمزاد يُقام في ٩ نوفمبر بجنيف، حيث سيُقدم مجموعةً من أروع ساعات بريجيه المتميزة، بالتعاون مع شركة "مونتريس بريجيه إس إيه" وإيمانويل بريجيه، نائب الرئيس ورئيس قسم التراث. يُعد هذا المزاد الأكبر لبريجيه منذ أكثر من 25 عاماً، وسيُسلّط الضوء على لحظات بارزة في تاريخ العلامة التجارية العريق والمؤثر، من خلال مجموعةٍ مختارة من ساعات الجيب، وساعات اليد، وساعات الحائط. يُقام هذا المزاد، كجزء من مبيعات سوثبيز الفاخرة في جنيف، بالتزامن مع المزاد المباشر نصف السنوي "للساعات المهمة".

 

فن بريجيه

أحدث أبراهام لويس بريجيه ثورة في صناعة الساعات من خلال تذليل التحديات التقنية وتقديم ابتكارات مهدت الطريق للتصاميم الحديثة. ولا تزال اختراعاته مثل التوربيون وآلية التعبئة الذاتية جزءاً لا يتجزأ من صناعة الساعات المعاصرة. ومن بين إنجازاته العديدة، الساعة الأوتوماتيكية، وأول نظام لامتصاص الصدمات (باري تشوت)، وزنبرك توازن بريجيه، الذي لا يزال يحمل اسمه. كما كان رائداً في ابتكار ساعة السفر وساعة "سيمباتيك" المبتكرة. وقد أسرت هذه الإبداعات خيال النخبة الأوروبية. ومن الملوك والقادة السياسيين إلى الكُتاب والملحنين، كانت قائمة المعجبين الذين اقتنوا أعمال بريجيه مميزة وخالدة.

 

بريجيه  "صانع ساعات الملوك"

لو فتح المرء سجل عملاء بريجيه، لدخل التاريخ مباشرةً، وصادف أسماء ساهمت في تشكيل المشهد العالمي..

بريجيه، المعروف بـ"أب صناعة الساعات الحديثة"، والملقب بـ"صانع ساعات الملوك وملك الساعات"، استقطب نخبة من العملاء الذين أسرتهم إبداعاته الاستثنائية، قطع مميزة غالباً ما استغرق إنجازها شهوراً، وأحياناً سنوات. من بين أكثر معجبيه شهرةً وإثارةً للجدل الملكة ماري أنطوانيت، إحدى أوائل عملائه وأكثرهم إخلاصاً. ارتدت ساعاته بنفسها، وأشادت بموهبته في البلاط الملكي وضمن دائرتها المقربة. ابتكر بريجيه الساعة رقم 160 المعروفة الآن باسم "ماري أنطوانيت" - خصيصاً للملكة. كانت ساعة رائعة، تُبرز كل تعقيدات ودقة ساعات ذلك العصر. على الرغم من أن الملكة لم ترها أو ترتديها قط، فقد أُكملت الساعة بعد وفاتها، واحتفظت بها دار بريجيه تخليداً لذكراها.

سرعان ما أصبح هذا الأستاذ صانع الساعات المفضل لدى أكثر الشخصيات الأوروبية نفوذاً، بمن فيهم نابليون بونابرت، والملك جورج الثالث، والعائلة البريطانية المالكة، وقيصر روسيا، الذين كانوا جميعاً يبحثون عن أرقى فنون صناعة الساعات. واليوم، لا يزال إرث بريجيه يحتفظ ببريقه وتراثه الأصيل.

 

مزاد سوثبيز : حدث بارز يعكس إرث وتاريخ ملكي 

يُعتبر أبراهام لويس بريجيه أعظم صانع ساعات في التاريخ، وقد ترك بصمة عميقة في عالم صناعة الساعات، ومهد الطريق لصناعة الساعات الحديثة. ويُعدّ مزاد سوثبيز التذكاري تكريماً يليق بإرثه الخالد، حيث اختيرت كل قطعة بعناية لتعكس أهميتها. ومن أبرز المعروضات ساعة بريجيه "بيربيتويل أ تاكت" من عام 1827، والتي تتميز بالتاريخ، واحتياطي الطاقة، ومؤشر الارتفاع والانخفاض، صُنعت خصيصاً للملك جورج الرابع ملك المملكة المتحدة وأيرلندا، حيث نُقش اسمه على ظهر العلبة. كما يضم المزاد نماذج نادرة أخرى من فرع من عائلة بريجيه، إلى جانب ساعة بريجيه "مونتر أ تاكت" مزودة بتقويم وأطوار القمر، والتي استوحيت منها ساعة "ريفرنس 3330".

 

لطالما كانت الساعات جزءاً لا يتجزأ من فعاليات وأحداث سوثبيز. فهي ليست مجرد أدوات لقياس الوقت، بل يُحتفى بها لحرفيتها وجمالها، ولا تزال تأسر هواة جمع الساعات وخبرائها على حد سواء. ليست الساعات نفسها هي ما يثير الاهتمام فحسب، بل القصص التي تحملها أيضاً، والبراعة الفنية الكامنة وراء صناعتها. من روائع مرصعة بالألماس إلى تصاميم تقليدية أنيقة. توفر دار سوثبيز مساحة تُصبح فيها الساعات النادرة تعبيراً شخصياً عن التميز.

 

نظراً لتاريخ سوثبيز الطويل والمتميز في عرض ساعات بريجيه في المزادات، وتقديرها لهذه الحرفة، فإن فعالية جنيف تتجاوز مجرد عملية بيع. إنه احتفال بذكرى تاريخية، تشيد بعبقرية أبراهام لويس بريجيه وإنجازاته. مع عرض هذه القطع التاريخية للبيع في المزاد، تحمل كل منها قصة فريدة، جاهزة لمواصلة رحلتها كجزء من إرث حيّ، يحمله هواة جمع الساعات الذين يدركون قيمتها وأهميتها.