أفضل الوجهات السياحية في السعودية لعام 2025: اكتشف التراث والجمال والثقافة
في عام 2025، تبرز المملكة العربية السعودية كوجهة سياحية و كحكاية تتكشف فصولها، حيث يلتقي مجد الحضارات القديمة بجمال الطبيعة البكر وطموحات المستقبل الطموح، لتتشكل أرض ذات جاذبية لا تضاهى. فبعد أن كانت معروفة في الأساس بمكانتها الدينية، تفتح المملكة اليوم أبوابها أمام كل من يمتلك عين تقدّر الجمال والأصالة والفخامة التي تتجاوز المألوف.
أصبحت الوجهات السياحية في السعودية دعوة مُحكمة التنظيم، ورحلة عبر أرض تكشف أسرارها ببطء، حيث يكشف كل خطوة طبقات من الثقافة والتاريخ وروعة التصميم الاستثنائي. فمن المقابر المنحوتة في الصخور الرملية في الشمال، إلى السواحل الفيروزية في الغرب، تقدم السعودية تجربة سفر لا مثيل لها.
في مقالنا نستعرض عشر وجهات تُجسّد أبرز ما تقدمه المملكة من سحر وجاذبية، أماكن لا تخاطب العين فحسب، بل تمس روح المسافر الباحث عن العمق والرقي والارتباط الأصيل بقصة وطن.
العُلا: المتحف المفتوح في الهواء الطلق شمال غرب المملكة، على بُعد 1,000 كم من الرياض
قليلة هي الأماكن على وجه الأرض التي يشعر فيها المرء بسكون الزمن وقدسيته كما هو الحال في العُلا. ففي قلب الصحراء الشمالية الغربية للمملكة العربية السعودية، تلتقي روائع النحت الطبيعي بأمجاد الحضارات القديمة التي تركت بصمتها الخالدة.
تتوزع التشكيلات الصخرية الشاهقة، التي صقلتها الرياح ولونتها الشمس، كأنها حدائق منحوتة تعلو فوق الأرض بلونها الأرجواني المائل إلى البني.
لكن ما يمنح العُلا مكانتها الفريدة هو موقع مدائن صالح (الحِجر)، أول موقع سعودي يُسجَّل ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. هذه المدينة النبطية التي تعود إلى القرن الأول الميلادي تضم أكثر من مئة قبر منحوت في الصخر، يروي كل منها حكاية صامتة منقوشة في الحجر.
واليوم، يستطيع الزائر أن يسير على خطى التجار القدماء، ويستمتع بوسائل الراحة العصرية من خلال المهرجانات الثقافية التفاعلية أو الجولات الأثرية الخاصة، أو الإقامة في منتجعات صحراوية حصرية تندمج بسلاسة مع المشهد الطبيعي المحيط.
مشروع البحر الأحمر الدولية: رؤية مبتكرة للسياحة التجديدية
يُعد مشروع البحر الأحمر الدولية من أكثر المشاريع السعودية التي تجسد الطموح والتجديد، إذ يمثل ثورة في مفهوم السياحة المستدامة. ويضم المشروع أكثر من 90 جزيرة بكر، وشعاب مرجانية خلابة وخلفيات صحراوية ساحرة في مزيج مميز تجد فيه حسن الضيافة الفاخرة للغاية والالتزام الصارم بحماية البيئة.
سيتمكّن الضيوف قريباً من الوصول إلى فيلات خاصة عبر الطائرات المائية ، واستكشاف النظم البيئية البحرية البكر، أو تناول الطعام في تحف معمارية. فهذا ليس مجرد منتجع، بل هو معيار جديد للسفر التجريبي، يضع مقاييس عالمية لصناعة الفخامة على مستوى العالم.
الدرعية: مهد المملكة
تقع الدرعية على مشارف الرياض، وتقدّم تجربة تاريخية لاستكشاف جذور المملكة. فقد كانت مقرّ حكم أسرة آل سعود، وهي اليوم تقف كموقع تراث عالمي مدرج على قائمة اليونسكو بعد ترميمه بإتقان فني عالٍ. التجوّل في حي الطريف يشبه العودة إلى الصفحات الأولى من تاريخ المملكة العربية السعودية.
تحيط بالمكان قصور مُرمَّمة ومساجد تاريخية ومعارض ثقافية تشكّلان معاً سرد حي لقصة التأسيس. أما مشروع بوابة الدرعية الأوسع، فيَعِد بإضافة مطاعم راقية، وإقامات فندقية ومتاجر فاخرة، ليجعل من الدرعية وجهة متكاملة من عبق التاريخ وأسلوب الحياة العصري.
الربع الخالي: صمت الصحراء في أنقى صوره
مكان شاسع وقاسٍ ومهيب، إنّه الربع الخالي وهو أكبر صحراء رملية متصلة في العالم. والدخول في أعماقه لا يجعلك تشعر بالضياع بل باليقظة. حيث تتحول الطبيعة إلى مرآة للتأمل الداخلي.
تعتبر رحلات السفاري في الصحراء تجربة تأمل مميّزة، تتخللها عروض الصقور والطيور الجارحة، وحكايا البدو التراثية، وأمسيات تحت ملايين النجوم النقية التي لم تمسها يد بشر. الصمت هنا هو لغة بليغة. إنها وجهة لكل عاشق للعزلة والجمال والمنظور الزمني الخالد.
حافة العالم: تحفة طبيعية على حافة الجرف
على بُعد أقل من ساعتين إلى الشمال الغربي من جهة الرياض تقع حافة العالم، وهي جزء من جرف طويق، أحد أروع المعالم الطبيعية في المملكة العربية السعودية. ترتفع هذه المنحدرات الدراماتيكية مئات الأمتار فوق السهول المحيطة، لتمنح الزوار إطلالات بانورامية على امتداد الصحراء الشاسعة. كما تعتبر حافة العالم مكان رائع لرحلات المشي النهارية، حيث تمنح زوارها إحساس عميق بعظمة الطبيعة والعزلة وروعة التكوينات الجيولوجية.
غالباً ما يصل المتنزهون عند الغروب، حين تطول الظلال ويتلون الأفق بلون الكهرمان المتوهج. إنها مساحة للتأمل بعيداً عن صخب المدن، ومع ذلك فهي قريبة للعودة إلى جناح فندقي فاخر قبل حلول الليل. وللمصورين والمغامرين وعشاق السكون، تظل حافة العالم مكان فريد في العالم يمنح الزوار تجربة لا تُنسى.
أبها: عاصمة الجبال في عسير جنوب غرب السعودية
إذا كانت الصحراء تمثل جوهر التاريخ السعودي، فإن أبها هي نقيضها الأخضر. تقع هذه المدينة المرتفعة في جبال عسير، وتمنح زوارها نسمات عليلة وضباب الجبال وعبق أشجار الصنوبر، في مشهد مغاير تماماً لاتساع الصحراء الجافة في الأسفل.
تتزيّن القرى بعمارة عسير التقليدية المرسومة بألوان هندسية زاهية. وتنبض الأسواق المحلية بالحياة، حيث يعرض البائعون سلال منسوجة يدوياً، والعسل الطبيعي والتوابل العطرية. أما منتزه السودة فيمنح إطلالات بانورامية على الوديان المكسوة بالغابات، تعتبر أبها مكان تراثي وثقافي متنوع تجد فيه انواع مختلفة من الحرف اليدوية والأطباق الشعبية اللذيذة التي يتميّز بها أهل المدينة.
الخبر: أناقة ساحلية على ضفاف الخليج في المنطقة الشرقية بالسعودية
تطل الخبر على الخليج العربي، حيث ترى جمال الساحل برُقي الحياة الحضرية. يتنزه العائلات والأزواج على شواطئ نظيفة منظمة في خليج نصف القمر، ، فيما ترسو اليخوت الفاخرة في المراسي الهادئة. يتلون البحر هنا بدرجات الفيروز الهادئة، وفيه أنشطة متنوعة مثل السباحة أو التجديف على الألواح في هدوء الصباح الباكر.
وتجذب الخبر عشاق مراكز التسوق الراقية والفنادق العصرية، والمطاعم الفاخرة كجزء من تجربتها المتكاملة. وبفضل قربها من الدمام والظهران، تُعد هذه الجوهرة الساحلية وجهة مثالية للمسافرين الذي يحبون البقاء قرب المدن المأهولة .
واحة الأحساء: لوحة حية من الماء والتراث
في قلب المنطقة الشرقية تقع واحة الأحساء، إحدى أكبر الواحات في العالم وأحد الشواهد على عبقرية الإنسان في التكيّف مع الطبيعة. تغذيها الينابيع الطبيعية وتحتضن أكثر من 2.5 مليون نخلة، فتمثل ملاذ خصب لدعم الحياة عبر آلاف السنين.
هنا يمكن للزائر التجول بين القلاع المبنية من الطين وزيارة الآبار القديمة، والتسوق في الأسواق الشعبية التي لا تزال تنبض بتقاليد تعود لقرون.
الرياض: عاصمة التناقضات
للوهلة الأولى، تبدو الرياض مدينة تنبض بالحضارة والتطور، ناطحات سحاب تمتد على أفق الصحراء، ومراكز تسوق فاخرة تتلألأ تحت شمس الخليج العربي، ومطاعم عالمية المستوى. لكن ما إن تعمّق النظر، حتى تكتشف نبض متجذر في الإرث والتاريخ.
لا يزال قصر المصمك، الحصن الطيني الذي شكّل محور توحيد المملكة شامخاً في قلب أقدم أحياء العاصمة. وعلى مقربة منه، يقدم مركز الملك عبد العزيز التاريخي والمتحف الوطني رؤية أنيقة لمسيرة تطور المملكة. وفي مناطق مثل مركز الملك عبد الله المالي يلتقي التصميم المعاصر بالتخطيط الحضاري المدروس، تكشف الرياض عن نفسها كمدينة تحتضن ماضيها بكل فخر، وتفتح أبوابها على مستقبل لا يعرف الحدود.
كورنيش جدة
على السواحل الغربية للمملكة العربية السعودية، تتحرك جدة بإيقاعها الخاص، متأثرة بنسائم البحر ومميزة بمزيجها الفريد من الفن والثقافة والأناقة الساحلية الهادئة.
ويبرز هذا الإحساس بشكل أوضح على كورنيش جدة، الواجهة البحرية المصممة بعناية والممتدة على طول البحر الأحمر، حيث الإطلالات الرائعة والمنحوتات التراثية والممرات المظللة بأشجار النخيل.
تتوزع على طول الكورنيش أعمال فنية لرواد عالميين حيث تكشف عن جوهر جدة الإبداعي. إنها مزيج متقن بين الثقافة والتجارة والجمال الساحلي. جدة محطة لا غنى عنها لمن يرغب في التعرف على الروح الحضرية للمملكة.
أصبحت المملكة العربية السعودية في عام 2025 وجهة سياحية عالمية تدعونا لإعادة اكتشاف جمالها وتنوعها، حيث تحكي كل أرض قصة، وتترك كل تجربة أثر عميق.
احتساء القهوة العربية تحت صخور العُلا الرملية، أو التجول في ممرات جدة المشرقة بضوء الشمس، أو تستيقظ على شروق الشمس فوق كثبان الربع الخالي، فإن المملكة تخاطبك بلغة الفخامة الهادئة والدهشة الخالدة.
لمن هم على استعداد للاستكشاف، فإن السعودية في انتظارهم، أرض وُلدت من جديد، مليئة بالقصص التي لم تُروَ بعد.