أبرز الوجهات والمعالم في جدة

 

على ساحل البحر الأحمر، تقع جدة كمدينة نابضة بالحياة، تزخر بعبق الماضي وروح المستقبل. تعد وجهة ترفيهية وسياحية متكاملة، أصبحت اليوم من أهم مدن المنطقة في جذب الزوار، بفضل ما شهدته من مشاريع تطوير ضخمة، وتنويع واسع في أنشطة الترفيه والثقافة.

فمن الكورنيش المفعم بالحيوية، إلى الأحياء التاريخية والمراكز الثقافية والمغامرات البحرية، باتت جدة عنوان متجدّد للمتعة والتنوع.

 

 

كورنيش جدة.. القلب النابض للمدينة

لا يمكن الحديث عن الترفيه في جدة دون التوقف عند كورنيش جدة، الواجهة البحرية التي تمتد لأكثر من 30 كيلومتر على الساحل الغربي.

تمت إعادة تطوير الكورنيش ضمن مشاريع كبرى هدفت إلى تحويله إلى مساحة عامة متكاملة تجمع بين الجمال الطبيعي والوظائف الترفيهية. اليوم يحتضن الكورنيش ممشى واسع يطل على البحر، ومساحات خضراء فسيحة، ونوافير، ومناطق مخصصة للعائلات والأنشطة الرياضية، إلى جانب أعمال فنية ونحتية تُضفي على المكان روح ثقافية معاصرة.

في المساء، يصبح الكورنيش لوحة مضيئة، يتجمع فيه الزوار من مختلف الأعمار، لمشاهدة غروب الشمس أو نافورة الملك فهد العملاقة التي تتوسط الأفق البحري.

 

نافورة الملك فهد.. أيقونة جدة المائية

من أي زاوية تنظر إلى جدة، لا يمكن أن تخطئ عينيك نافورة الملك فهد، التي تعد الأعلى من نوعها في العالم بارتفاع يصل إلى نحو 312 متر.

تعمل النافورة على ضخ مئات الأطنان من المياه في الهواء بسرعة تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة، لتصنع مشهد بصري مذهل، خصوصاً في ساعات الليل عندما تتناغم الأضواء مع حركة المياه.

تحوّلت النافورة إلى رمز بصري لهوية المدينة، ومكان مفضل للزوار لالتقاط الصور، أو لمجرد الاستمتاع بالمشهد الهادئ عند الواجهة البحرية.

 

المسجد العائم.. تحفة معمارية تطفو على البحر

على امتداد الكورنيش الشمالي، يقف مسجد الرحمة، المعروف شعبياً باسم المسجد العائم، كتحفة معمارية فريدة من البساطة والجمال.

يبدو المسجد وكأنه يطفو على سطح الماء عند ارتفاع المدّ، في مشهد يرمز إلى تلاقي الروح مع البحر.

يستقطب المسجد الزوار من داخل المملكة وخارجها، للعبادة أو للزيارة، لما يتميز به من تصميم هندسي يجمع بين الطراز الإسلامي الحديث والعمارة البحرية.

 

جدة القديمة … تاريخ متجذر وأصالة حاضرة

ورغم هذا التطور العمراني الحديث، لا يزال الحي التاريخي المسجل ضمن مواقع التراث العالمي في اليونسكو  يحتفظ بروح جدة القديمة.

بين أزقتها الضيقة ومبانيها التراثية ذات الشرفات الخشبية (الروشان)، تعيش ذاكرة المدينة التي تعود لأكثر من 500 عام، وتضم المنطقة اليوم أسواق تقليدية مثل سوق العلوي وسوق الندى وسوق الصاغة، ومتاحف صغيرة تعرض تراث المدينة، إلى جانب مقاهي وفنادق أعادت الحياة إلى الحي.

وما يميّز “البلد” اليوم أنها أصبحت وجهة ترفيهية ثقافية بامتياز، تُمزج فيها الموسيقى والفنون مع الموروث التاريخي والثقافي، خاصة خلال فعاليات مثل موسم جدة ومهرجان البلد التاريخي.

 

أبحر الشمالية.. عاصمة البحر والمغامرات

بعيداً عن صخب المدينة، تمتد منطقة أبحر الشمالية كأحد أجمل الوجهات الشاطئية في جدة.

تحتضن المنطقة مجموعة واسعة من المنتجعات الخاصة والنوادي البحرية، التي تقدم أنشطة متنوعة مثل الغوص في أعماق البحر الأحمر، وركوب القوارب واليخوت، والتزلج على الماء، والرحلات البحرية عند غروب الشمس.

أبحر اليوم هي وجهة سياحية متكاملة تتميز بالهدوء والفخامة، وتعد من أكثر المناطق جذب للسياح المحليين والمقيمين.

 

المتاحف والفنون.. جدة تروي قصتها

شهدت جدة خلال السنوات الأخيرة نهضة ثقافية واضحة، مع افتتاح مراكز للفنون ومتاحف حديثة تسعى إلى توثيق تاريخ المدينة وحياتها المعاصرة.

 

من أبرز هذه الوجهات:

متحف بيت نصيف:

أحد أهم المعالم التاريخية، يعود بناؤه إلى أواخر القرن التاسع عشر، وكان مقر للملك عبد العزيز أثناء زيارته الأولى لجدة.

قصر خزام:

الذي تحوّل إلى متحف إقليمي يعرض آثار من عصور ما قبل الإسلام، ومقتنيات من تاريخ المملكة الحديث.

جدة آرت بروميناد (Jeddah Art Promenade):

مساحة فنية حديثة على الواجهة البحرية تعرض منحوتات عالمية وتنظم فعاليات ثقافية وفنية على مدار العام.

بهذا المزيج من التاريخ والفن، أصبحت جدة مدينة تحكي قصتها من خلال المعمار والموسيقى والألوان.

الحدائق والمناطق العائلية

تهتم أمانة جدة بتوفير مساحات خضراء ومنتزهات عامة داخل الأحياء، لتوفير متنفس للعائلات.

من أبرز هذه الحدائق: حديقة الأمير ماجد، التي تمتد على مساحة تزيد على 130 ألف متر مربع، وتضم مسارات للمشي، ومناطق للأطفال، ومرافق للأنشطة الرياضية.

كما أطلقت الأمانة مشاريع مثل ممشى الواجهة البحرية الجديد، ومشروع ممشى التحلية، لتشجيع نمط الحياة الصحي ورفع جودة الحياة لسكان المدينة وزوارها.

 

الفعاليات والمواسم.. جدة في ثوبها الجديد

منذ انطلاق موسم جدة قبل عدة أعوام، أصبحت المدينة محطة سنوية للفعاليات الكبرى، حيث تجد فيها الحفلات الموسيقية، والعروض المسرحية، والمهرجانات الثقافية والأنشطة والمغامرات البحرية.

يهدف الموسم إلى تعزيز مكانة جدة كـ"عاصمة الترفيه على البحر الأحمر"، واستقطاب الزوار من داخل المملكة وخارجها.

ومن أبرز فعالياته: قرية جدة وورلد، وجدة آرت بروميناد، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، والأنشطة البحرية في أبحر.

 

جدة 2030.. وجهة ترفيهية عالمية

مع رؤية المملكة 2030، تشهد جدة تحول متسارع لتكون وجهة سياحية عالمية.

تشمل المشاريع الجارية تطوير الواجهة البحرية، إنشاء مناطق ترفيه جديدة، وتوسيع مطار الملك عبد العزيز لتسهيل حركة السياحة. كما يجري العمل على مشروع جدة داون تاون الجديد الذي سيحول المنطقة المركزية إلى مركز حضري متكامل يضم مرافق ترفيهية وتجارية وسياحية.

كل ذلك يؤكد أن جدة تسير بثقة نحو مستقبل يجعلها عاصمة السياحة والترفيه على البحر الأحمر.