أهم المهرجانات الفنية والثقافية السعودية

 

أطلقت المملكة العربية السعودية العديد من المهرجانات الثقافية والفنية في ظل رؤية 2030 التي تسعى إلى تعزيز صورة المملكة الثقافية عالمياً، إضافة إلى استقطاب السياح لزيارة المملكة والاستمتاع بالفعاليات الثقافية والفنية التي تقام في المهرجانات، ومن أهم الأهداف هو السعي للحفاظ على تاريخ المملكة العريق وربطه بحاضرها المتطور والمتسارع، كما أن هذه المهرجانات خطوة في طريق تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.

 

 

موسم الرياض وجه الترفيه الحديث

من أهم المواسم الترفيهية والفنية التي تقيمها المملكة العربية السعودية وتم إطلاقه لأول مرة عام 2019 تحت إشراف هيئة الترفيه السعودية، ويتميز موسم الرياض بالتجدد المستمر في كل نسخة إضافة إلى مئات الفعاليات الجديدة، مثل الحفلات الموسيقية التي يقدمها فنانون عالميون والعروض المسرحية والفعاليات الرياضية والسيرك وتجربة أفضل أنواع الأطعمة المختلفة.

من الأهداف الاستراتيجية لموسم الرياض هي خلق فرص عمل جديد واكتشاف مواهب في المجالات الفنية مثل الإخراج والغناء والكتابة والتقديم، إضافة إلى أنّ موسم الرياض نجح في استقطاب ملايين الزوار من الوطن العربي والعالم أجمع، كما أنه يسهم بشكل كبير في تطوير القطاع الترفيهي في المملكة.

مهرجان البحر الأحمر السينمائي منصة السينما السعودية

برزت السينما السعودية كقوة صاعدة في المشهد الثقافي العربي والعالمي، ويعد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي يُقام سنويًا في مدينة جدة علامة فارقة في هذا الحراك. انطلق المهرجان لأول مرة في عام 2021 بتنظيم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، واحتفى منذ بداياته بأفلام عربية، وآسيوية، وأوروبية، إلى جانب تكريم كبار صناع السينما حول العالم.

انطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي لأول مرة عام 2021، وهو يمثل النقلة النوعية للسينما السعودية التي نشهدها في عصرنا الحالي، حيث يقام هذا المهرجان بشكل سنوي في مدينة جدة، ويتم فيه تكريم أفلام على جميع المستويات العالمية والعربية والآسيوية، إضافة إلى تكريم صناع السينما والممثلين.

كما أنّ المهرجان يوفر منصة للمواهب السعودية والخليجية لعرض أعمالهم السينمائية وبناء الشراكات الإنتاجية وتبادل الخبرات، ويتضمن المهرجان ندوات وبرامج تطوير مهني وورشات عمل تهدف إلى تحويل القطاع السينمائي إلى مصدر ثقافي واقتصادي مستدام.

موسم جدة المدينة الساحلية تروي حكايتها

يُعد موسم جدة مهرجان متنوع من الترفيه والثقافة والسياحة، وينعقد سنوياً في مدينة جدة ليبرز هويتها كميناء تاريخي ومركز تجاري وفني عريق. يتضمن الموسم فعاليات بحرية ومعارض فنية وعروض أزياء، واحتفالات في قلب جدة التاريخية (البلد)، بالإضافة إلى حفلات موسيقية لمشاهير عرب وعالميين.

ويعد الموسم من أبرز المبادرات التي تروج للسياحة الداخلية والخارجية، وتعيد إحياء الطابع المعماري والثقافي لمنطقة جدة القديمة المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.

نور الرياض الفَنّ يضيء المدينة

من أكبر المهرجانات الفنية المتخصصة في فن الضوء على مستوى العالم. تنظمه هيئة تطوير مدينة الرياض بالشراكة مع وزارة الثقافة، ويُقام في مختلف أرجاء المدينة، حيث تتحول المباني والجسور والحدائق إلى لوحات فنية مضيئة أبدعها فنانون سعوديون وعالميون.

يهدف المهرجان إلى ترسيخ الفن في الحياة اليومية، وتحفيز الحوار بين الثقافة والفن والتقنية، كما يقدم ورش عمل وبرامج تعليمية وجولات تفاعلية تستهدف مختلف فئات المجتمع.

شتاء طنطورة العلا تُبدع من قلب التاريخ

في شمال غرب المملكة، وتحديداً في محافظة العلا الغنية بالآثار والمناظر الطبيعية الساحرة، يُقام مهرجان شتاء طنطورة بتنظيم من الهيئة الملكية لمحافظة العلا. يمتد المهرجان على مدى أشهر الشتاء، ويقدم فيه الموسيقى الكلاسيكية والفنون البصرية والمعارض والفعاليات الثقافية، إلى جانب عروض ضوئية في مواقع أثرية مثل "الحِجر" المصنفة ضمن التراث العالمي.

يشكل المهرجان تجربة سياحية وثقافية متكاملة، ويعكس جهود السعودية في الربط بين الثقافة والتنمية السياحية المستدامة، عبر الترويج للمواقع الأثرية واستقطاب الفنانين العالميين.

معرض الرياض الدولي للكتاب

يبقى الكتاب حاضن رئيسي للثقافة، ويعد معرض الرياض الدولي للكتاب أحد أهم الفعاليات الثقافية في العالم العربي. تنظمه وزارة الثقافة، ويستضيف مئات دور النشر ويجمع بين القراء والكتّاب والمترجمين والمثقفين من مختلف الدول.

يتميز المعرض بتنوع برامجه التي تشمل ندوات فكرية وأمسيات شعرية وتواقيع كتب،وورش عمل في الكتابة والترجمة والنشر. وقد تحول المعرض من مجرد مساحة لعرض الكتب إلى منصة للنقاش الثقافي والانفتاح على الأفكار المختلفة.

موسم الدرعية عبق التاريخ وحداثة الفن

في قلب العاصمة الرياض منطقة الدرعية التاريخية، يُقام موسم الدرعية، في أجواء تعبق بالتاريخ السعودي. يتضمن الموسم عروض موسيقية وسباقات عالمية مثل الفورمولا إي ومعارض فنية،ومطاعم عالمية، ليقدم  تجربة متكاملة للسائح والمقيم.

كما تعد الدرعية رمز للتاريخ الوطني السعودي، وقد صُنفت كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو، ولذلك يأتي الموسم كمحاولة لربط الماضي المجيد بالحاضر النابض بالحياة.

سوق عكاظ عودة الروح إلى الشعر العربي

يُعد سوق عكاظ من أقدم الأسواق الثقافية في التاريخ العربي، وقد أُعيد إحياؤه ضمن موسم الطائف في السنوات الأخيرة، ليصبح منصة للاحتفاء بالشعر والفصاحة والمسرح والفنون التراثية. يتضمن السوق مسابقات للشعراء العرب وعروض فنية ومعارض للحرف اليدوية، تجذب آلاف الزوار المهتمين بالثقافة العربية الأصيلة.

يعكس المهرجان روح الانتماء للهوية العربية، ويُعد نافذة لتذوق الإبداع الكلاسيكي والحديث في آنٍ واحد.

 

إن تنوع هذه المهرجانات السعودية يعكس حجم التحول الثقافي الذي تشهده المملكة، والذي لم يعد مقتصر على البنية التحتية أو الاقتصاد بل شمل الإنسان والهوية والإبداع. هذه الفعاليات أدوات فاعلة لبناء مجتمع معرفي، وتعزيز القوة الناعمة السعودية على المستوى عالمي.

ومع استمرار هذا الزخم، يمكن القول إن السعودية تسير بخطى واثقة نحو مستقبل يكون فيه الثقافة والفن عنصرين أساسيين في تشكيل صورتها الجديدة، داخلياً وخارجياً.