مطاعم سعودية تحولت إلى علامات تجارية مشهورة

 

في السنوات الأخيرة، شهد قطاع الأغذية والمطاعم في المملكة العربية السعودية نمو هائل، تجاوز حدود المملكة ليصل إلى الاستثمار والتوسع والانتشار الإقليمي. تحوّلت بعض المطاعم السعودية من مشاريع محلية صغيرة إلى علامات تجارية مرموقة تحظى بحضور قوي داخل المملكة وخارجها.

أصبحت هذه المطاعم جزء من الهوية الثقافية والاجتماعية للمجتمع السعودي، وصارت قصص نجاحها تُدرّس في عالم ريادة الأعمال.

في هذا المقال نستعرض أبرز هذه العلامات، وكيف تحوّلت من مجرد فكرة أو مطعم صغير إلى إمبراطوريات مختصة

 

 

 البيك: من جدة إلى الخليج

لا يمكن الحديث عن العلامات التجارية السعودية في قطاع المطاعم دون البدء بـ البيك، السلسلة التي أصبحت جزء من الكيان الشعبي السعودي.

تأسس "البيك" عام 1974 على يد رجل الأعمال شكور أبو غزالة في مدينة جدة. في ذلك الوقت، لم يكن مفهوم الوجبات السريعة منتشر كما هو اليوم. أراد أبو غزالة تقديم منتج جديد للسوق: دجاج مقلي عالي الجودة بسعر مقبول وبمذاق مختلف.

تميز "البيك" بوصفة سرية تتكوّن من 18 نوع من التوابل، جعلت مذاق الدجاج مميز وفريد. ومع مرور السنوات، أصبح "البيك" أكثر من مجرد مطعم؛ تحوّل إلى ظاهرة اجتماعية.

عند افتتاح أي فرع جديد للبيك، يصطف الزبائن في طوابير طويلة قد تمتد لساعات، وهو مشهد يتكرر دائماً في جدة ومكة والرياض والدمام وحتى في الدول المجاورة.

لماذا نجح البيك؟

  • جودة ثابتة.
  • أسعار تنافسية.
  • خدمة سريعة ومنظمة.
  • هوية قوية قائمة على البساطة والثقة.

اليوم، للبيك أكثر من 150 فرع في السعودية، بالإضافة إلى فروع في الإمارات والبحرين والكويت وقريباً في دول أخرى.

 

هرفي: قصة نجاح سعودية عمرها أكثر من 40 عام

تأسس هرفي عام 1981 في الرياض على يد رجل الأعمال أحمد السعيد، ليكون أول سلسلة وجبات سريعة سعودية تُنافس العلامات العالمية مثل ماكدونالدز وبرجر كينج.

قدّم هرفي البرجر بطريقة محلية الطابع، مع إضافة بعض النكهات الشرقية والمكونات التي تُناسب الذوق السعودي، مثل البرجر بالطحينية أو الصوص الحار.

لم يقتصر نجاح هرفي على الطعام فقط؛ فقد أطلق مصانع خاصة به لإنتاج الخبز واللحوم والمخبوزات، وهذا ما جعله متحكّم في سلسلة التوريد بالكامل، وهو عامل مهم للحفاظ على الجودة.

إنجازات هرفي:

  • أكثر من 380 فرع داخل وخارج السعودية.
  • فروع في البحرين والكويت والإمارات وبنغلاديش.
  • مصنع متكامل للمنتجات الغذائية.
  • توسع مستمر في قطاع المخابز والحلويات.

- كودو: السندويشات برؤية سعودية

في عام 1988، أُسس مطعم كودو في الرياض، ليُقدم وجبات سريعة تعتمد على السندويشات الطازجة والوجبات الخفيفة.

تميّز كودو عن منافسيه بأنه لم يدخل في سباق البرجر التقليدي، بل ركز على تقديم السندويشات الساخنة والمشويات على الطريقة الأمريكية لكن بلمسة سعودية.

أصبح كودو من المطاعم المفضلة لفئة الشباب والعائلات الباحثة عن وجبة سريعة صحية نوعاً ما مقارنة بالبرجر المقلي.

لماذا تميز كودو؟

  • التنوع في قائمة الطعام (إفطار – غداء – عشاء).
  • التركيز على الطهي الطازج أمام الزبون.
  • تقديم وجبات مخصصة للفطور وهو أمر لم يكن منتشر حينها.

اليوم يمتلك كودو أكثر من 300 فرع في السعودية والبحرين، ويُخطط لمزيد من التوسع.

 

شاورمر: من شاورما الشارع إلى علامة فاخرة

تأسس مطعم شاورمر عام 1999 في الرياض، ليتخصص في وجبات الشاورما التي تُعتبر من أكثر الأكلات شعبية في الشرق الأوسط.

طوّر شاورمر الشاورما التقليدية وأدخل عليها لمسات عصرية، سواء من حيث طريقة التقديم أو تنوع الصلصات، أو حتى التصميم الداخلي للفروع.

حاز على عدة جوائز تسويقية وابتكر أفكارًا جديدة لتقديم الشاورما بشكل يليق بالجيل الجديد، ما جعله علامة تجارية ناجحة توسعت بسرعة.

أبرز إنجازات شاورمر:

  • أكثر من 116 فرع في 22 مدينة سعودية.
  • حاصل على شهادة ISO للجودة.
  • إدخال تقنيات حديثة في تحضير الطعام.

الطازج: الدجاج المشوي على الطريقة السعودية

في عام 1989، أُسس مطعم الطازج في جدة، بفكرة بسيطة لكنها عبقرية: تقديم الدجاج المشوي الطازج بطريقة صحية وسريعة.

كما اعتمد الطازج منذ البداية على دجاج صغير السن (عادة لا يزيد عمره عن 21 يوم) لإعطائه طراوة ونكهة مميزة.

اليوم يملك الطازج أكثر من 100 فرع في السعودية وخارجها، منها فروع في الأردن والمغرب ومصر. 

تجربة سعودية تستحق الدراسة

نجاح هذه العلامات التجارية السعودية في قطاع المطاعم لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة عوامل عدة:

  • الابتكار المحلي: كل سلسلة حاولت تقديم منتج يوافق الذوق السعودي والعادات الغذائية.
  • الجودة المستمرة: حافظت هذه السلاسل على جودة منتجاتها رغم التوسع.
  • إدارة ذكية: وضعت خطط توسع مدروسة، وتبنت نظم تشغيل فعّالة.
  • القيمة الاجتماعية: أصبحت هذه المطاعم جزء من الحياة اليومية، وليست مجرد مكان لتناول الطعام بل جزء من الثقافة الشعبية.

 

تحوّل البيك، هرفي، كودو، شاورمر، والطازج من مجرد مطاعم محلية إلى علامات تجارية ناجحة يُشار لها بالبنان في السوق السعودي والخليجي.

هذه السلاسل رسخت مكانتها كرموز للنجاح المحلي، وأثبتت أن المطبخ السعودي يمكن أن يُنافس  على المستوى العالمي إذا توفرت له الرؤية والجودة والهوية.

في ظل رؤية السعودية 2030، من المتوقع أن نشهد مزيد من هذه القصص، حيث يتحوّل الطعام من مجرد منتج استهلاكي إلى صناعة قوية تُسهم في الاقتصاد وتُصدّر الثقافة.