المنتدى السعودي للإعلام 2025
يُعد المنتدى السعودي للإعلام 2025 حدث بارز في المشهد الإعلامي العربي والدولي، حيث يجمع نخبة من الإعلاميين وصنّاع القرار والخبراء في مجالات الإعلام والتكنولوجيا لمناقشة أحدث التوجهات والتحديات التي يمر بها القطاع في ظل التحولات الرقمية المتسارعة. يُعقد المنتدى في العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 19 إلى 21 فبراير 2025، ويهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتسليط الضوء على مستقبل الصناعة الإعلامية في ظل التطورات التكنولوجية المتلاحقة.
يأتي هذا المنتدى ليواكب التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الإعلام، حيث يركز على استشراف مستقبل الصناعة الإعلامية، وتأثير التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز على المحتوى الإعلامي. كما يسعى إلى تعزيز دور الإعلام في الاقتصاد الإبداعي، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، من خلال تشجيع الابتكار في الإنتاج الإعلامي، وفتح آفاق جديدة للنماذج التمويلية الحديثة التي تضمن استدامة المؤسسات الإعلامية. إضافةً إلى ذلك، يشكل المنتدى منصة للتواصل بين وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، مما يعزز تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، ويدعم تطور المحتوى الإعلامي ليكون أكثر فاعلية وتأثير.
أجندة المنتدى والجلسات الحوارية
يتضمن المنتدى برنامج حافل بالجلسات الحوارية وورش العمل التي تستعرض أبرز القضايا الإعلامية المعاصرة. تناقش الجلسة الافتتاحية "الإعلام في عالم يتشكّل"، حيث تسلط الضوء على التغيرات الكبرى التي يشهدها القطاع في ظل العولمة والرقمنة، وتأثيرها على طريقة استهلاك المحتوى الإعلامي. ومن الجلسات المهمة أيضًا، جلسة "دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل الإعلام"، والتي تطرح تأثير الأتمتة والروبوتات في إنتاج الأخبار وتقديم المحتوى، إلى جانب التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام هذه التقنيات.
من بين المواضيع الأخرى التي يتناولها المنتدى، قضية التمويل في قطاع الإعلام، حيث يبحث المشاركون في نموذج "اقتصاد الإعلام والتحديات التمويلية" الحلول الجديدة لضمان استدامة المؤسسات الإعلامية، سواء عبر الاشتراكات المدفوعة، أو الإعلانات الرقمية المتطورة، أو الشراكات الاستراتيجية بين المؤسسات الإعلامية والتكنولوجية. كما يتطرق المنتدى إلى "الإعلام الرقمي والتأثير الاجتماعي"، حيث يناقش الخبراء دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام، وانتشار الأخبار الكاذبة، وسبل تعزيز المحتوى الموثوق به لمكافحة التضليل الإعلامي.
معرض مستقبل الإعلام (FOMEX)
إلى جانب الجلسات الحوارية، يشهد المنتدى إقامة "معرض مستقبل الإعلام (FOMEX)"، الذي يتيح للزوار الاطلاع على أحدث الابتكارات في تقنيات الإعلام والإنتاج الرقمي. يشارك في المعرض مجموعة من الشركات العالمية المتخصصة في التكنولوجيا والإعلام، حيث تقدم حلول متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتقنيات البث السحابي، والواقع الافتراضي، وأساليب التفاعل الرقمي مع الجمهور.
يشكل المعرض فرصة فريدة للمؤسسات الإعلامية لاستكشاف أحدث الأدوات والتقنيات التي يمكنها تحسين جودة الإنتاج الإعلامي وزيادة التفاعل مع الجمهور. كما يتيح المعرض للزوار فرصة تجربة التقنيات الجديدة بشكل عملي، والتواصل مع الخبراء والشركات المتخصصة في تطوير المحتوى الرقمي.
المتحدثون البارزون في المنتدى
يستضيف المنتدى نخبة من الشخصيات المؤثرة في مجال الإعلام، حيث يشارك في الجلسات كبار المسؤولين والخبراء العالميين في القطاع. من بين الأسماء البارزة التي ستشارك في المنتدى، الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، وزير الطاقة السعودي، الذي يتحدث عن العلاقة بين الإعلام والاقتصاد والطاقة، إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، الذي يقدم رؤى حول دور الإعلام في تشكيل السياسات العالمية. كما يشارك محمد بن مزيد التويجري، نائب رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الوطني، لمناقشة التحول الرقمي في الإعلام، وأثره على الاقتصاد والإعلام التقليدي.
إلى جانب الشخصيات السياسية والاقتصادية، يستضيف المنتدى مجموعة من الإعلاميين الدوليين والمؤثرين الرقميين، الذين يقدمون تحليلات معمقة حول التوجهات الحديثة في الإعلام الرقمي، وأساليب جذب الجمهور في العصر الرقمي.
تكريم الروّاد في الإعلام
يُعد المنتدى السعودي للإعلام 2025 فرصة لتكريم المبدعين في مختلف مجالات الإعلام، حيث سيتم منح جوائز لأفضل الأعمال الصحفية، وأفضل الحملات الإعلامية الرقمية، وأفضل المبادرات التي أسهمت في تطوير المحتوى الإعلامي. تشمل الجوائز مختلف الفئات، من الصحافة المكتوبة، والإعلام الرقمي، إلى البث الإذاعي والتلفزيوني، والمحتوى الترفيهي، مما يعزز من روح المنافسة بين المؤسسات الإعلامية، ويدفعها إلى تبنّي استراتيجيات إبداعية تواكب العصر.
أهمية المنتدى في تعزيز مكانة السعودية كمركز إعلامي إقليمي
يُعد المنتدى خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي رائد لصناعة الإعلام، حيث يعكس التزامها بتطوير القطاع وفق أعلى المعايير العالمية. كما يسهم في استقطاب الاستثمارات في مجال الإعلام والتكنولوجيا، ويفتح آفاق جديدة للمشاريع الإعلامية الناشئة، ويدعم توسع دور الإعلام السعودي عالمياً من خلال بناء شراكات مع المؤسسات الإعلامية الدولية.
في سياق متصل، يوفر المنتدى بيئة مثالية لتمكين المواهب الإعلامية السعودية، إذ يشكل فرصة لصقل مهارات الإعلاميين الشباب، وإتاحة المجال أمامهم للاستفادة من تجارب الرواد في المجال. كما يساعد في تعزيز الهوية الإعلامية السعودية على المستوى العالمي، عبر تقديم محتوى متطور يعكس القيم والتطورات التي تشهدها المملكة
التحديات والفرص المستقبلية
رغم الفرص الكبيرة التي يوفرها المنتدى، إلا أن قطاع الإعلام يواجه تحديات متعددة، أبرزها انتشار الأخبار الكاذبة والمحتوى المضلل، ما يتطلب تطوير آليات فعالة لضمان دقة المعلومات المنشورة. إلى جانب ذلك، يفرض التقدم التكنولوجي السريع تحديات جديدة على المؤسسات الإعلامية، التي تحتاج إلى تبنّي أحدث الحلول الرقمية لمواكبة التطورات المستمرة.
ومع ذلك، يوفر المنتدى فرصاً كبيرة يمكن الاستفادة منها، مثل الاستثمار في الإعلام الرقمي، والاعتماد على التقنيات التفاعلية لتعزيز التفاعل مع الجمهور، واعتماد نماذج عمل مبتكرة، مثل التقارير التفاعلية والبث المباشر، التي تجذب اهتمام المشاهدين والمتابعين.
يمثل المنتدى السعودي للإعلام 2025 محطة رئيسية في تطوير قطاع الإعلام العربي، حيث يجمع بين الخبراء والممارسين لمناقشة مستقبل الإعلام في ظل التحولات الرقمية والتكنولوجية. من خلال الجلسات الحوارية والمعرض المصاحب، يوفر المنتدى منصة مثالية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات، مما يسهم في دفع عجلة الابتكار الإعلامي، ويتيح للإعلاميين مواجهة تحديات العصر الرقمي بفعالية.
يبقى المنتدى فرصة ذهبية لفهم أبعاد التحولات الإعلامية، والاستفادة من التقنيات الحديثة لتعزيز جودة المحتوى الإعلامي، وتحقيق النجاح في قطاع يشهد تطورات سريعة.