أسبوع الموضة السعودي في الرياض
تشهد المملكة العربية السعودية تحول في قطاع الأزياء بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وخاصة مع بداية إطلاق أسبوع الموضة في الرياض منذ عام 2023، حيث أصبح حدث سنوي بارز يأتي إليه عدد كبير من المصممين والمبدعين في مجال الأزياء ليعرضوا أحدث صيحات الموضة وأخر إبداعاتهم في هذا المجال، كما يدعم هذا الحدث المصممين السعودين والمهتمين بعالم الموضة في المملكة العربية السعودية.
النشأة والتطور
انطلقت النسخة الأولى من أسبوع الموضة في أكتوبر 2023 في مدينة الرياض، حيث نظم الحدث هيئة الأزياء السعودية التابعة لوزارة الثقافة السعودية التي تسعى جاهدة لتعزيز الجانب الإبداعي والصناعات الحديثة في المملكة وذلك ضمن رؤية 2030 التي تسعى إلى تنويع مصادر دخل الشعب السعودي والحكومة.
ومن ذلك المنطلق استقبل الحدث في انطلاقته الأولى في الرياض أكثر من 30 مصمم ومصممة سعوديين، قدموا أعمالهم الفنية وعروضهم أمام الجمهور المحلي والعالمي في أماكن مميزة مثل قصر طويق والمدينة الرقمة إضافة إلى منطقة جاكس، كانت العروض متنوعة وممتعة، حيث أظهرت التراث السعودية واللمسة القديمة بطابع عصري لتصبح محط أنظار الإعلام حول العالم.
عادت الرياض تحتضن النسخة الثانية من أسبوع الموضة خلال الفترة من 17 إلى 21 أكتوبر في عام 2024، وكانت هذه النسخة أكثر نضج واحترافية، حيث نظمت 28 عرض لكل مصمم على حدا، مع تخصيص صالة عرض للعلامات التجارية المحلية لعرض تصاميمهم مباشرة أمام المشترين الدوليين.
النسخة الثالثة المرتقبة في 2025
من المقرر أن تقام النسخة الثالثة من أسبوع الموضة في الرياض خلال الفترة من 16 إلى 21 أكتوبر 2025. وقد بدأت التحضيرات لهذا الحدث مبكر من خلال فتح باب التسجيل للمصممين والمصممات الراغبين في المشاركة، سواء من داخل المملكة أو خارجها.
من المتوقع أن تشهد النسخة القادمة حضور عالمي واسع، يشمل رموز الموضة والمشترين والمؤثرين، والمشاهير، في حين تستمر الرياض في تقديم نفسها كمنصة عالمية تدعم الابتكار وتحترم الهوية المحلية في آن واحد.
أهداف أسبوع الموضة
لأسبوع الموضة في الرياض أهداف متعددة فإضافة إلى عروض الأزياء. فهو يسعى إلى:
- تمكين المصممين السعوديين من خلال إتاحة الفرصة لهم لعرض أعمالهم أمام جمهور دولي وفتح الأبواب للتعاون مع مؤسسات ومصممين عالميين.
- تعزيز الاقتصاد الإبداعي عبر خلق بيئة داعمة لصناعة الأزياء وتوفير فرص عمل للمواهب السعودية في مجالات التصميم والتسويق والإنتاج.
- الترويج للثقافة والهوية السعودية عن طريق إدخال عناصر من التراث المحلي في التصاميم الحديثة.
- تحفيز الاستثمار في قطاع الأزياء وفي المجالات المكملة له، كالتقنيات الرقمية والإنتاج والتوزيع.
أبرز المشاركين
شهدت النسخ السابقة من أسبوع الموضة في الرياض مشاركة مجموعة واسعة من المصممين والمصممات والعلامات التجارية السعودية الذين تركوا بصمتهم في عالم الأزياء من خلال عروض متميزة مليئة بالأصالة والابتكار..
من بين الأسماء البارزة التي تألقت على منصات العرض:
- أروى البنوي
- يوسف أكبر
- هنيدة الصيرفي
- عدنان أكبر
- فاطمة عبدالقادر
- إيمان جوهري
- نورة سليمان
كما تألقت علامات محلية مثل كاف باي كاف، دزلوق، دار الهنوف، أتيلير حكايات، ومزْرود.
ومن ضمن الطاقات النسائية الصاعدة، برزت أسماء مثل:
- نبيلة ناظر
- نور الظاهري
- منى الشبل
- تيمة عابد
- هلا الغرباوي
أما على صعيد العلامات التجارية المتميزة، فقد شاركت كل من Pavone، Yasmina Q،Moja Majk، Noble and Fresh، Not Boring، Uscita"، MD29"، JUBB، Lomar، وHajruss، لتقدّم تصاميم متنوعة تظهر الهوية المحلية.
وقد تميز الحدث بمشاركة عدد من المصممين العالميين، وهذا الحضور أضفى طابع دولي على العروض، وفتح المجال لتبادل الخبرات والثقافات وساهم في ترسيخ موقع الرياض كوجهة مؤثرة في عالم الموضة العالمية.
الأثر الثقافي والاقتصادي
كان أسبوع الموضة في الرياض أداة للتأثير الثقافي والاقتصادي. فعلى الصعيد الثقافي قدم الحدث صورة جديدة عن المملكة. أما اقتصادي، فقد ساهم في تحفيز قطاعات متعددة مثل السياحة والإعلام والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية.
وأتاح الحدث فرص عديدة للشباب السعودي، مجالات التصميم وفي التنظيم والإنتاج، وهكذا نرى التزام السعودية بتأهيل كفاءاتها الوطنية ودمجها في الصناعات المستقبلية.
يمثل أسبوع الموضة في الرياض علامة فارقة في مسار التنمية الثقافية والإبداعية في المملكة. فهو لا يقدم الأزياء كمنتج فقط، بل يعرضها كقصة وهوية ورسالة. ومع استمرار المملكة في استثمارها في الثقافة والإبداع، يُتوقع أن يتحول أسبوع الموضة في الرياض إلى واحد من أبرز الفعاليات العالمية في مجال الأزياء.